وعلى الرغم من قناعتي الذاتية بوجوب وجود دولة قائدة للمجتمع الدولي أي أنها تمتلك السلطة والقوه والهيمنة متوجتا بالحكمة بني هذا الاعتقاد الشخصي على أساس أن المجتمع الدولي السياسي مطابق إلى حد بعيد المجتمع البشري الاجتماعي مع احترام الشكل العام للمجتمعين حيث أن المجتمع البشري يتكون من مجموعة أفراد يكونون المجتمع وبالتالي الشعوب بينما المجتمع الدولي يتكون من الدول والأمم والشعوب بوصف كل مصطلح فردا معنويا مستقلا بحد ذاته . وكذلك ان التصرفات الاجتماعية البشرية او السياسية الدولية تقوم على اسا س قاعدة (الكلفة/ المنفعة) لذلك فان كلا المجتمعين يتحاورون على ابسط الأمور أو اعقدها أتفهها او أكثرها أهميه على هذا الأساس (الكلفة/ المنفعة) بغض النظر كون تلك المنافع المحتملة ماديه او معنوية ذات قيمه للبعض أو غير ذات قيمه للبعض الأخر المهم هو ان اعتماد المجتمعين الدولي والبشري على قاعدة (الكلفة/المنفعة )هوا لذي حدد وجه الشبة الكبير بين المجتمعين . وبما أن الأساليب التي يمكن للإفراد استخدامها لتحقيق اكبر منفعة او قابليتهم على التضيحيه (ألكلفه ) متباينة مابين شخص وأخر إذا لا بد من أن هذا التباين في إمكانية الدول في تقديم التضحية (ألكلفه) للحصول على المكاسب (المنفعة)متباين ايظا ولذلك ونتيجة لهذا التباين سيحدث اختلال في موازين القوى المستخدمة لتحقيق الهدف سيخلق (الإشكال )بين المتنافسين بسبب القدرات المتباينة بين الإفراد أو بين الدول وربما يتحول هذا الإشكال غالى (مشكلة )وفي هذه الحالة من الممكن للإطراف المتنافسة سواء دول كانت أم إفراد اللجوء للقوة . هنا يأتي دور الدولة (القائدة الحكيمة )على فض النزاع ويأتي ذلك من خلال القدرات التي تمتلكها من حيث موازين القوى المطلقة على الدول وتحقيق مبدأ الإجبار لإخضاع الباغي او للدخول كوسيط لتحقيق منافع متوازنة للطرفين لا يضار منها أي طرف بل ان القوه المطلقة للدولة الحكيمة يأتي كمكمل للنهوض بإمكانيات الدول الأضعف وموازنتها مع الدول التي تتنازع معها لتحقيق استقرار دولي . على الرغم من وجود هيئة الأممالمتحدة ومجلس الأمن ألا إن هذه الهيئات لا يمكنها التدخل في حل النزاعات ألا بعد أن يتحول الإشكال الدولي إلى مشكله وهنا أساس المشكلة بينما الدول الحكيمة يمكنها أن تتدخل في مرحلة الإشكال وبالتالي تفادي المشكلة . هذا الكلام الذي قلناه من المفروض أن تقوم بة الولاياتالمتحدةالامريكيه لكن في واقع الحال هي لا تقوم بهذا الدور أبدا وان لعبت هذا الدور عندما قادت العلم لطرد الجيش العراقي الذي احتل الكويت في 7/يناير/1991م وكانت على الرغم ما سببته للشعب العراقي من أذى إلا إن موقف الولاياتالمتحدة حينها كان مشرفا وحازما بل أنها في ذلك الموقف لعبت دور الدولة (الحكيمة ) لكنها بالتأكيد وعلى مدى مسيرتها الدولية لم تقف على مسافة واحده من كل القضايا الشالئكه في العالم ومن أهمها فلسطين ولذلك سئم العالم الهيمنة الامريكيه وأرادت بعض الدول التي وجدت او أحست في نفسها القدرة على تكوين قطب منافس يوازن الهيمنة الامريكيه اخذ ببناء نفسه منفردا مثل الصين مثلا او أرادت مجموعات من الدول ان تصنع تكتل إقليمي مثل الاتحاد الأوربي او دول أرادت ان تصنع لنفسها درع يقيها شر النمو المستمر في الإمكانيات الدولية و السباق الدولي الى القمة فأخذت تعمل بقدراتها الذاتية لتطوير إمكانياتها العسكرية وخصوصا ألنوويه فأصبحنا في سباق تسلح جديد وخطير ومن امثل هذه الدول الباكستان وعدوها التقليدي الهند وإسرائيل ضد كل العرب والمحيط الدولي و إيران وطموحاتها الغابرة للعودة لزمن الامبراطوريه الفارسية لكن بلباس إسلامي بدلا عن إلباس المجوسي الزرادشتي وكوريا ضد شطرها الأخر والمحيط أما الاتحاد السوفيتي او الدول الروسية المستقلة فقد ربطتها الاتفاقيات الدولية ولجمتها فأصبحت تراوح وقد أوجدت لنفسها عذر التقهقر قي ميزان القوى معتمدتا على الإرث الثقيل من الاتفاقيات غير المتوازنة التي كبلها بها ميخائيل كورباتشوف . أما الولاياتالمتحدةالامريكيه فهي فزعة من كل ذلك الغليان والبؤر الدولية الناشطة والممتدة بل المتناثرة على كل بقاع الأرض من أقصى شرق أسيا وجنوب شرقها وشمالها وقلبها وكل أوربا مساحات بقدر القارات أيدلوجيات مختلفة يصعب التعامل معها كلا على حدة خصوصا وان جورج دبليو بوش قد جعل من الولاياتالامريكيه تسقط في نظر العالم بسبب التخبط السياسي الذي مارست على الدول وما نجم عن ذلك من انهيار اقتصادي ومعنوي في نظر المجتمع الدولي وفي نظر الشعب الأمريكي ذاته ان الولاياتالمتحدةالامريكيه قاب قوسين او أدنى من السقوط ليس لسبب غير منطقي لكنها دورة حيات الدول والإمبراطوريات أي دولة تحول نفسها إلى إمبراطوريه تضعف مسكتها وبالتالي يصبح العد التنازلي مستمرا حتى يدق جرس النهاية ولذلك فان العالم اخذ يبحث عن بديل . أما (باراك اوباما ) إذا ما أراد إن يحل كل تلك الأزمات المشتعلة وخصوصا النشاط النووي في الدول ألناشئه فان علية أن يعين موظف خاص لمعالجة كل مشكلة دولية برتبة وزير لكن المشكلة التي سيعاني منها اوباما والتي ستجعل من حضوضة في صنع نهضة حقيقية في الواقع الأمريكي سياسيا واجتماعيا اقتصاديا هي المشكلة الاقتصادية خصوصا وان والمواطن الأمريكي قد فقد الثقة بالقدرات الامريكيه التي لا تقهر فحتى يحل اوباما كل تلك الإشكالات ويعيد الولاياتالامريكيه للمربع الذي يريده الأمريكيين يجب ان يتحلى بسياسة معتدلة وان يتعامل مع الدول على أساس ان الولاياتالمتحدة هي الدولة (الحكيمة) وليس الدولة الباغية ) أي يتعين علية أن يعيد بناء جسور الثقة مع المجتمع الدولي كي يجعل من المجتمع الدولي شريكا حقيقيا في بناء وترميم التصدع الأمريكي . بؤر الغليان النووي كوري إيرانالهند الباكستان إسرائيل المحفز لها الخلل الذي في البناء الاجتماعي الدولي التي تصنعه الدول ذات الحماس الثوري المتطرف سواء كانوا على شكل دول او جماعات مثل الجماعات الإسلامية المتطرف المتناثر او الدول المتحمسة لسقوط الولاياتالمتحدة والتشجيع على قيام قطب أخر منافس لها مثل فنزويلاكوباإيران بعض الدول العربية التي سئمت العبودية الاسرائيليه الأمريكية الاتحاد الروسي والاتحاد الأوربي . كل هذه التكتلات وان أعلنت رفضها لسباق التسلح عند بعض الدول إلا أنها غالبا ما تعطي الحافز لتلك الدول للاستمرار في مشاريعها النووية وذلك من خلال كونها تعطي امتياز كبير او مكاسب كبير لتلك الدول إذا ما تخلت عن برنامجها النووي وبتالي واعتمادا على مبدأ الكلفة والمنفعة فان تلك الدول لن تتخلى عن برامجها النووية لسببين الأول أنها من الممكن ان تحصل على مكاسب اكبر فيما لو رفضت العروض المغرية والمغرضة التي تقدم لها . والسبب الثاني هوا ان تلك الدول تعرف نية الدول التي تقدم مثل تلك التسهيلات لها كونها تعرف مسبقا انه ليس الرغبة الحقيقية من تقديما تلك الخدمات التخلص من سلاح الدمار الشامل بل بما تمتلكه تلك الدول من رغبه في ان تستمر الدول ألناشئه في نشاطاتها نكاية بالولاياتالمتحدة وإلهائها لها واستنزاف لمواردها حيث ان سقوط الولاياتالمتحدة كدولة مهيمنة من الممكن ان يسمح للاتحاد الأوربي للصعود على رأس الهرم الدولي لما يلاقيه هذا الاتحاد من استحسان دولي لما يمارسه من سياسات عقلانية في كثير من الإحداث الدولية و خصوصا القضية الفلسطينية . ان هذا التنافس في الرغبة في البقاء أو الرغبة في الهيمنة والظهور يولد حالة من الفزع في أوساط المجتمع الدولي سواء للمريدين أو عدم الوئيدين أو حتى للمحايدين وذلك انه المشاكل التي سوف تطغى في السنين القريبة القادمة هوا عدم توازن دولي إقليمي والذي سوف يدخل العالم في عصر جديد من العنف السياسي والذي سينجم عنة تبدلات سياسية خطيرة ربما ستضع العالم على شفير الهاوية . لكن لو استطاع الاتحاد الأوربي أن يحتو ي السقوط الأمريكي ويستثمر الضعف الذي دب في جسد الولاياتالمتحدة ويصهرها داخل الاتحاد بشروط عقلانية متوازنة من الممكن ان يقل الضرر الممكن ان يحدث للعالم نتيجة انهيار دولة عظمى مثل الولاياتالمتحدة او أن يهيئ الاتحاد الأوربي نفسه كي يكون بديلا في حال فقدت الولاياتالمتحدة السيطرة على العالم . أن لانفراط عقد القوه من الولاياتالمتحدة سيجعل من بعض الدول أمثال إيران وإسرائيل تنضوي تحت مصطلح قد يستحدث بعد انهيار الولاياتالمتحدة الكامل ألا وهوا (الدول المستهترة) وان مثل هذه الدول أي المستهترة سوف تكون قد امتلكت حينها كل أسباب عدم الاستقرار ومنها : 1. جزع شعوبها من المماطلة التي تقوم بها حكوماتها في سبيل عدم نزع سلاحها وبالتالي فرض عقوبات تؤثر بسوره مباشره على شعوبها التي لا ناقة لها ولا جمل في تسابق التسلح المحموم والمكلف . 2. عدم وجود رادع دولي حقيقي والذي نقصده الدولة الحكيمة او القوية المثبطة لنشاطات تلك الدول . 3. الزهو الذي سيكتنف الدول الشابة بعد سقوط الولاياتالمتحدة حيث ان كل دوله معادية للولايات المتحدة تعتبر سقوط أمريكا نصرا وان لها الفضل في إسقاطها . 4. الخلل الإقليمي في توازن القوى والذي ينجم عنه عدم استقرار ربما تستخدم فيه القوه في وقت مبكر . 5. انحسار أهمية مجلس الأمن و الأمم المتحد بعد سقوط الولاياتالمتحدة بسبب ارتباطه بصوره غير خفية بالسياسات الامريكيه واستخدامه كوسيلة للضغط على الدول بدلا من كونه منظمه حيادية . 6. محاولة جر تلك الانظمه أنظار مجتمعها مما سوف يعانيه من نقص في الجوانب المختلفة . 7. إضافة لما يظهر من عداء أشبة ما يكزن بأخذ الثأر من الدول التي أخذت موقفا معاديا لتلك الانظمه إثناء محاربة الولاياتالمتحدة لنشاطاتها بل أنها ستعتبرها عدوا بمستوى الولاياتالمتحدة . وكثير من الأسباب الأخرى التي سوف تجعل العالم في حالة عدم الاستقرار بل أن ظاهرة (الدول المستهترة) ستكون متفشية وستأخذ العالم باتجاه سلبي سيشكل خطرا حقيقيا على الأمن العالمي . وعلى ما تقدم ذكره نستطيع القول بعد أن بنيانا استنتاجنا على أن المجتمع الدولي هوا ألان في حالة رهاب أي خوف شديد من انهيار الولاياتالمتحدة على الرغم من سلبياتها سيولد أقطاب قوى إقليميه للتعويض عن النقص الناتج من سقوطها وان امتلاك مثل تلك المراكز الفتية مصادر قوة خطيرة مثل أسلحة الدمار الشامل لابد وان يكون الخوف الذي يكتنف العالم مسوغا للغاية ما لم يظهر قطب حقيقي معوض وقادر على ملئ الفراغ الذي سيحدثه أفول الولاياتالمتحدة كقوة عظمى سليم محسن نجم العبوده