ما لم يفهمه المكتب الوطني للكهرباء بجهة طنجةتطوان ، هو أن فواتيره أصبحت تشكل عبئا كبيرا للساكنة، وغولا مخيفا بسبب غياب الشفافية في التعامل، ويبرز ذلك على مستوى الفواتير المعتمدة، والتي يتوصل بها الزبناء في مختلف المناطق، حيث تظل بعيدة كليا عن مستوى وعي المواطن وإدراكه واستيعابه بسبب ورودها مكتوبة باللغة الفرنسية ، وعدم تضمنها للبيانات الكافية وخصوصا تواريخ القراءات المنجزة ، مما يؤكد أن التقدير الوهمي للاستهلاك يظل هو الآلية الوحيدة المعتمدة ، ولهذا لا يفاجأ الزبناء بالمبالغ الخيالية التي يتوصلون بها من حين لآخر، وهذا لا يعني أنهم لا يتوصلون أحينا بمبالغ تكاد لا تذكر من أجل تهيئتهم لتلقي الضربة القاسية في المرحلة المقبلة ..الأمر الذي يتعذر معه تسديد المستحقات بانتظام بسبب ضعف الطاقة الشرائية لساكنة العالم القروي .. والمثير للانتباه هو أن ساكنة منطقة الحومر يجدون أنفسهم وهم يتعاملون مع المجهول، لأنهم لا يتوصلون بالفواتير لعدة شهور ، ويظل مرجعهم الوحيد هي نسخ الفواتير القديمة، كما أن قراءة العداد تظل شبه منعدمة استنادا إلى نماذج الشكايات التي نتوفر عليها ، كما أن الوصولات المسلمة للمشتركين مقابل أداء المستحقات تظل وثائق ضعيفة الإثبات، وغير قبالة للضبط ، لكونها لا تتضمن البيانات بوضوح ، ولأنها من النوع الرديئ القابل للمحو وضياع المعلومات بعد كتابتها بخط باهت لا يرى بالعين . وعليه فإن سكان منطقة الحومر لا يرضون بديلا عن إنصافهم والتعامل معهم بكل شفافية ومسؤولية ، وإخضاع عداداتهم للقراءة المنتظمة، وتمكينهم من الفواتير الشهرية، ووثائق الإبراء المتعلقة بأداء المستحقات عن كل شهر ..