في ظل ظروف لم تكن تخطر على بال أحد، حلّ اليوم الذي طالما شغل الكثيرين خلال الشهور الماضية، ليزيد من قتامه المشهد الفلسطيني وسوداويته، ويعقّد ملفاته المتأزمة ..أصلاً، فحركة "حماس" التي تقامر هذه الأيام بمستقبلها عبر قتال شديد تخوضه في قطاع غزة مع إسرائيل ما زالت تصر على انتهاء ولاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" في التاسع من شهر يناير/ 2009. تتقاطع وجهات النظر على الساحة الفلسطينية فيما يتعلق بانتهاء ولاية الرئيس محمود عباس "أبو مازن" إذ هناك من يرى أنه لا وقت للخلاف والنزاع السياسي بين حركتي "فتح وحماس" على منصب الرئاسة في الوقت الراهن، وهناك من يعتقد أنه يتوجب حل المسألة بالحوار والاتفاق على كافة القضايا الخلافية الأخرى لأن مشكلة انتهاء ولاية الرئيس الفلسطيني عباس أو عدم انتهائها ليست مشكلة قانونية، بقدر ما هي مشكلة سياسية ويجب الاتفاق عليها بين طرفي الصراع وبقية القوى والتيارات السياسية والوطنية والإسلامية الأخرى. كما تنضح رؤية ثالثة تؤيد إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية للخروج من الإشكالية، ولكنها تستبعد حدوث ذلك في الوقت القريب على الأقل، لا سيما في ظل استمرار الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة والمتواصل منذ 12 يومًا.