تكاثرت في الأعوام الأخيرة سلسلة اعتقالات بحقّ شبابنا بالديّار الإيطالية نتيجة الانغماس في الممنوعات، سعيا من ورائها في خضمّ الأزمة الحالية إلى الحصول على مداخل غير شرعية وأرباح خيالية يعاقب عليها القانون الإيطالي بعقوبات مشدّدة قاسية، وعلى رأسها تهريب الحشيش والمتاجرة فيه أمل كثير من الشباب المغربي ، سنحاول في هذا المقال المتواضع تسليط الضوء على بعض هذه الجرائم التي أودت بعدد لا يستهان به منهم إلى السجون الإيطالية. بالأمس فقط تمّ حجز كمية قياسية من مخدّر الحشيش بميناء جينوفا أثناء تفتيش سفينة قادمة من ميناء طنجة عن طريق برسلونا الإسبانية والتي رست على رصيف هذا الميناء ،بعدما اشتبه رجال الجمارك في سيارتين للركاب كان يقودهما شخصان مغربيان، أحدهما يبلغ من العمر 34 سنة والآخر 36 سنة أحدهما مرفوق بامرأة مغربية والثاني بامرأة إيطالية. ويقول المصدر الذي أورد هذا الخبر أنّ كلب الجمارك تعرّف على المخدرات داخل عجلات السيارتين،ممّا دفع بعناصر الجمارك إلى محاولة إخراج الهواء من إحدى هذه العجلات ، ليتّضح لفرقة التفتيش فيما بعد أنّ العجلة لم تتحرّك ولم تفقد هواء ولم يتغيّر حجمها ، وبعد تمزيقها وجدوها محشوّة على آخرها بالمخدّرات.وبعد إفراغ كل العجلات ، عثر في السيّارة الأولى على كمية من الحشيش وصلت إلى 56 كيلو وفي السيارة الثانية على 5,68 كيلو من نفس البضاعة. ويضيف نفس المصدر أنّ التحقيق توصّل إلى أنّ الشخصين تجمعهما صداقة أو قرابة ، قدما من المغرب بخطّة مركّزة على أساس تهريب المخدّرات وترويجها في السّوق الإيطالية،لتنتهي المغامرة الفاشلة وفرصة العمر باعتقالهما في حالة تلبس بجريمة تهريب المخدرات وتكوين عصابة إجرامية،في حين احتجزت السيارتان وسيتكلّف التحقيق ببقيّة المشوار مع السيّدتين المرافقتين لهما ويزفّ بالأربعة وراء القضبان حتى تقول العدالة كلمتها الأخيرة.عملية مشابهة أحبطتها شرطة بولزانو في السنة الماضية كانت وراءها عصابة مغربية كانت تنشط في تجارة المخدرات، ألقي القبض على كل عناصرها بعد العثور بحوزتهم على 63 كيلو من الحشيش كان مخبّئا في عجلة شاحنة. خبر مماثل: حكمت محكمة جينوفا في الشهر الماضي بخمسة سنوات وأربعة أشهر وغرامة 30.000 أورو على مهاجر مغربي يبلغ من العمر 42 سنة ،بعد اعتقاله في 11 من شهر أكتوبر الماضي وبحوزته 56 كيلو من الحشيش مجزّأة إلى كويرات وموضوعة في عجلات سيارته وهو ينزل من باخرة آتية من ميناء طنجة. خبر جديد : أعلنت فيه الفرقة المتحرّكة التابعة لمحطة شرطة بريشيا أنّها احتجزت 26 كيلو من الحشيش يفوق سعره 200.000 أورو ، و22.000 أورو نقدا بداخل سيارة مغربي بإحدى مواقف السيارات بناحية فال كارمونيكا و ماندولوسا بحيث رصدت هذه الوحدة تحرّكاته واعتقدت أنّه كان يبيع المخدرات بالجملة. كما سبق لهذا المتّهم أن قضى من قبل عقوبة حبسية لانتمائه لتنظيم إجرامي متخصّص في التهريب الدولي للمخدرات إذ وصلت كمّية الحشيش المحتجزة 500 كيلو و200.000 أورو. قضية مشابهة: أقدمت الفرقة المتحرّكة لشرطة بريشيا في عملية أسمتها "زهرة الصحراء"على اعتقال 5 أعضاء ينتمون لعصابة في أوقات مختلفة ،كما احتجزت فيها 200 كيلو من الحشيش، ،وتمّ إحباط مخطّط هذه الجماعة الذي كانت تتخذ من مدينة بريشيا مخزن للبضاعة،حيث قيّمت الشرطة المبيعات مابين 600 إلى 700 كيلو من الحشيش سنويا.كما أشارت أنّ البضاعة كانت تخرج من المغرب وتمرّ على إسبانيا لتصل في الأخير إلى مدينة بريشيا. وأورد مصدر آخر من مدينة فيرانس أنّ شرطة مطار بيزا ألقت القبض في ليلة ما بين السبت والأحد على شاب مغربي يبلغ الخامسة والعشرين من العمر بعد عودته من المغرب، والذي ينتمي إلى تنظيم إجرامي متخصّص في تهريب المخدرات ونشر الرذيلة والتحريض على الفساد وعلى الهجرة السرّية .كما صرّحت خلية التحقيق التابعة لدرك مدينة فيرانس بمساعدة درك مدن إيطالية أخرى أنّه سبق لها أن قامت بحملة اعتقال أسمتها "تحت الأثر" بحق 37 شخصا من بينهم 26 فردا من الجنسية الألبانية،والتي كانت تتحرّك بين ستة بلدان أوروبية : فرنسا،هولندا،بلجيكا،سويسرا،ألبانيا وإيطاليا لترويج المخدرات في كلّ أوروبا،كما تمّ اعتقال رئيس المنظمة بإيطاليا ورفيقته ببلجيكا. وينتهي المقال واللائحة طويلة تحتاج لصفحات تلو الصفحات ملؤها شؤون لا تهون، مدخلها اتباع الهوى والكسب الحرام ونهايتها غضب المولى وظلمة السجون.