ومما جاء في هذه البرقية "إننا لنستحضر، بكل تدبر واعتبار، ما ميز السنة التي نودعها من أحداث متسارعة، ومن تطورات هائلة، أثرت بتداعياتها الجسيمة، على كافة شعوب قريتنا الكونية. كما نستشعر، بكل وعي ومسؤولية، دقة الظرفية الدولية، التي تطبع حلول سنة 2009". وأضاف الملك محمد السادس "ومن هذا المنطلق، فإننا نتطلع معكم، بكل عزم وتفاؤل، إلى أن نجعل السنة التي نستقبلها، حافلة بالآمال، في انبثاق وعي حضاري عالمي جديد، جوهره مواطنة كونية، قوامها الإخاء والحرية والاعتدال والتضامن، وهدفها توفير الكرامة والعدالة للجميع، في نطاق من الحوار والتعايش والاحترام بين مختلف الأديان والحضارات، وفي ظل تغليب فضائل الوحدة والوئام والتكامل، على نزوعات التفرقة والتنافر والعدوان، ولاسيما بمنطقة الشرق الأوسط التي ما أحوجها لتحرك حازم للمجموعة الدولية، لإنهاء دوامة العنف وسفك الدماء". وأكد الملك محمد السادس على "أن تلك مسؤولية الجميع، قيادات وشعوبا ومنظمات دولية، ومجتمعا مدنيا، لتضافر الجهود، من أجل إنجاز التغييرات والإصلاحات اللازمة، لبناء نظام عالمي جديد، ينبذ المظاهر المؤلمة للنزاعات والحروب، والإرهاب والتطرف، والفقر والتخلف والإقصاء والتهميش. عالم أكثر إنصافا وتوازنا، وتضامنا وإنسانية، يتوق لتحقيق الأمن الشامل، والسلام العادل، والتقدم المشترك، لما فيه خير البشرية جمعاء".