دأب متطوعو الهلال الأحمر المغربي على تنظيم مجموعة من الأنشطة ذات الطابع الإنساني والاجتماعي خلال شهر رمضان الأبرك. وقد زخر رمضان هذه السنة بعدد مهم من الأعمال الاجتماعية والأنشطة التي كانت منتوجا خالصا لهذه الفئة الشابة التي تغذت روحها بحب الخير وحفظ كرامة الإنسان. فأول اللقاءات كان إفطارا جماعيا في بدايات هذا الشهر المبجل حضره كل المتطوعين بمكتب الهلال الأحمر المغربي بولاية طنجة، هذا اللقاء الذي لم ينظم لأجل ذاته، وإنما اتخذ شكل اجتماع وضعت خلاله خطة العمل لشهر رمضان الأبرك، فكانت أول الأنشطة التي حملها هذا المخطط هو تنظيم إفطار جماعي لفائدة نزلاء دار العجزة المتواجدة بحي مسترخوش. وقد جاء إعطاء الأولوية لهذه الفئة نظرا لما تعاني منه من نقص على المستوى العاطفي على وجه الخصوص. ومبادرة المتطوعين هاته لا تقتصر على توفير الطعام والشراب فقط، بل يسهر خلالها هؤلاء الشباب على خلق جو من النشاط داخل المركز في محاولة منهم للترويح على أنفس النزلاء. يتبع الشباب أيضا أسلوب الإنصات عندما يتعلق الأمر بالاستماع إلى الذكريات التي لا زالت عالقة بأذهان المسنين، وإلى الأحاسيس المريرة التي تؤرقهم جراء المقام الذي لم يختاروه ولم يتمنوا يوما أن يكون خاتمة أمورهم على وجه هذه البسيطة. نشاط آخر رسمته أنامل الشباب خلال شهر رمضان الكريم، كان هذه المرة بنكهة توعوية تحسيسية اجتماعية. فقد شهد حي البساتين تنظيم يوم تحسيسي ضم عددا من الفقرات كان من بينها ثلاث وحدات لقياس الضغط الدموي. وقد استفاد من هذه العملية خصوصا المعوزين من كبار السن الذين توافدوا على الحي لأخذ حصصهم من المساعدات التي ساهمت بها جمعية القلوب الرحيمة التي استضافت هذا النشاط. كان المكان حافلا بورشات أخرى همت التحسيس بأهمية الإسعافات الأولية. حيث أتيحت لساكنة الحي فرصة التعرف على مجموعة من التقنيات المتعلقة بالتدخل السريع لإسعاف المصاب، حيث شملت العملية محاور التدخل أمام مصاب فاقد الوعي يتنفس، وحالات الاختناق والنزيف والصدمة. شهد الشهر الفضيل أيضا زيارة إنسانية إلى حضانة طنجة التي تؤوي بين أحضانها فلذات أكباد رمى بها الدهر في غياهيب الحرمان من عطف ورعاية الآباء. رضع في الأيام الأولى من عمرهم وأطفال تتراوح أعمارهم بين السنة وبضعها ينتظرون من يفتح لهم قلوبهم علهم يعوضون ولو قليلا مما حرمتهم إياه الأقدار. إدراك متطوعو الهلال الأحمر المغربي بولاية طنجة لهذا الوضع جعلهم يتحركون في هذا الجانب. فبعد جرد للحاجيات ذات الأولوية لدى المسؤولين على إدارة حضانة طنجة، أطلقوا إعلانا للعموم على صفحة الهلال الأحمر المغربي بولاية طنجة بموقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك. علاوة على ذلك ساهموا أنفسهم ببعض ما سمحت به إمكاناتهم المادية، ليكون يوم 26 من شهر رمضان موعدا لزيارة نزلاء الحضانة ومنح مسؤولي الحضانة المساعدات التي تم جمعها. ختام الرمضانيات كان بمعاودة زيارة دار العجزة مساء يوم عيد الفطر، حيث آثر المتطوعون مشاركة العجزة فرحتهم، ومقاسمتهم التبريكات بيوم عيد الفطر السعيد. وقد تخلل هذا النشاط إقامة حفل شاي ووصلات غنائية شارك في تنشيط فقراتها الشباب رفقة المسنين القاطنين بالدار. هذه الأعمال في عمومها هي في حد ذاتها دعوة إلى جميع الفئات المجتمعية بالانخراط في العمل الإنساني والإحساس بالآخرين الذين هم في أمس الحاجة ليس فقط إلى الدعم المادي وإنما هم أحوج إلى الدعم المعنوي الذي قد يعوضهم جزءا من الحرمان الذين يكدر صفو حياتهم.