إلى حدود الساعة الرابعة بعد الزوال ، كانت كل المؤشرات تشير إلى أن يوما عاديا في طريقه إلى توديعنا، بعد أن نفذت بعض الإطارات الجمعوية الحقوقية وقفتها السلمية، بساحة علال بن عبد الله، كمشاركة منها في تظاهرة 20 فبراير والتي دعت إليها مجموعة من الشباب المغربي على حائط الفايسبوك ،، لكن ما حدث بعد ذلك لم يكن احد يتصوره خصوصا بعد نزول مجموعة من الشباب القادم من أحزمة البؤس المحيطة بالمدينة، والذين لم يترددوا في الهجوم على السجن المدني، و بناية بلدية المدينة، قبل أن يتوجهوا لمقر الشرطة، مرددين شعارات تدين السلطات الأمنية، والتي كانت غائبة تماما عن هذه الأحداث التي امتدت إلى بعض المقاهي { العربية – النجمة } ثم الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، فإحدى الوكالات البنكية بوسط المدينة حيث طال التخريب الحواسيب وتجهيزات الوكالة ..وأمام غياب الحماية الأمنية وقف مجموعة من تجار سوق سبتة الشهير، ومحيطه مدججين بالعصي من اجل حماية ممتلكاتهم ، ، ولوحظ إقفال المحلات والمقاهي لتبقى شوارع المدينة تحت رحمة الشباب الوافد من الضواحي. وبالعرائش كانت الصورة أكثر قتامة إذ لم تسلم الممتلكات من التخريب والدمار الذي امتد إلى إحدى محطات الوقود، والمؤسسات البنكية،فمقر الدرك الملكي، وتواترت الأخبار حول وفاة سيدة مسنة قريبا من السوق المركزي، هذا من جهة ومن جهة أخرى لوحظ عدم التنسيق بين الأطراف المشاركة في التظاهرة : النهج الديمقراطي – المعطلون – أفراد من الشبيبة الاتحادية ، قبل أن تداهمهم جحافل المخربين القادمة من الأحياء الصفيحية للمدينة ، والتي روعت السكان في مشهد لم يعيشوه من قبل .