بفندق شالة بطنجة وقبيل اختتام فعاليات مهرجان الفيلم الوطني في دورته الثانية عشرة بسويعات قليلة، نظم المركز السينمائي المغربي ندوة صحفية ترأسها نور الدين الصايل المدير العام للمركز، الندوة التي حضرها النقاد والصحافيون والسينمائيون تطرق فيها الصايل إلى خمس نقط أساسية اعتبرها مدخلا وأرضية للحوار لإثرائه وإغنائه. النقطة الأولى أكد فيها أن استراتجية المركز على مستوى الإنتاج تطمح إلى إنتاج 20 فيلما سينمائيا بالنسبة للفيلم الطويل وإلى أكثر من 100 فيلم قصير سنويا، وهذا قرار لا رجعة فيه يؤكد الصايل، بالنسبة للنقطة الثانية دق فيها ناقوس الخطر، حيث أشار إلى أن الإنتاج السينمائي الإفريقي في تقهقر مستمر، فالمركز السينمائي لم يدعم سوى فيلمين لدولتين هما بوركينافاسو وبنين بعد أن كان يدعم ثلاثة أو أربعة أفلام سنويا، وهذا مؤشر على تدهور السينما الإفريقية من حيث الإنتاج وليس تقصيرا من طرف المركز السينمائي المغربي . وفيما يخص النقطة الثالثة والتي اعتبرها المدير العام مهمة بالنسبة له والصحافة تتجاهلها، أبرز فيها الدور الفعال الذي يلعبه المركز على مستوى نقل الثقافة السينمائية إلى مناطق نائية، حيث يتم إرسال قوافل سينمائية للتواصل عن قرب مع الجماهير من أجل التعريف بالسينما وتقنياتها وروادها ومبدعيها رغم افتقار هذه المناطق لقاعات سينمائية.وأكد على أنه في سنة 2010 تضاعف عدد القوافل السينمائية، وهذا مؤشر إيجابي. أما النقطة الرابعة, فقد تناول فيها التزايد المستمر للدعم الذي تقدمه الدولة لإنتاج الأفلام رغم قلته " فيما يعرف بقضية التسبيق" في حدود 60 إلى 66 في المائة، حيث انتقل الدعم من 30 مليون درهم سنة 2006 إلى 58 مليون درهم سنة 2010 لإنتاج 20 إلى 25 فيلم، وهذا الرقم أي 58 مليون درهم هو السعر المتوسط لإنتاج فيلم واحد فرنسي يوضح المدير العام، ولا مجال للمقارنة ورفض الصايل النقاش حول كم الأفلام المنتجة وجودتها حيث اعتبر أن السينما الفرنسية تنتج أكثر من 200 فيلم سنوي، وفقط 10 أفلام أو يزيد بقليل هي التي تعد من الروائع، أي أنه في المغرب إذا احتفظ بثلاثة أو أربعة أفلام كروائع فهذا أمر جيد. في النقطة الخامسة والأخيرة، أشاد بالإنجازات والجوائز التي أصبحت تحصدها الأفلام المغربية على مستوى المهرجانات الدولية، حيث تم الفوز في سنة 2010 ب 25 جائزة، وأكد على أن هذه الظاهرة الايجابية ستستمر في السنوات المقبلة. أما المتدخلون فقد ركزوا من خلال تعقيباتهم على ضرورة خلق مدارس سينمائية في مختلف مناطق المملكة قادرة على إنتاج متخصصين في الميدان بجل أقسامه، كما طالبوا بالإهتمام بدرجة أكبر بالسينمائيين والنظر لهم بحجم ما قدموه لهذا الميدان، كما دعوا إلى الإهتمام بالسينما وإحياءها نتيجة بروز نوع جديد من الفرجة الذي وفرته الأقراص المدمجة، كما خاض كثيرون في الميزانية الخاصة بالمركز السينمائي بالنظر إلى حجمها ومستوى المنتوج الذي وصف في أكثر من مناسبة بالرديء. وعرفت الندوة الصحفية تسليم جائزة النقاد السينمائيين للمخرج عادل الفاضلي، والذي عبر في تصريحه لشبكة طنجة الإخبارية عن سعادته البالغة بتتويجه بهذه الجائزة خاصة وأنه يفوز بثاني جائزة بمدينة البوغاز. كما اشاد خليل الدامون رئيس جمعية النقاد السينمائيين بالمغرب في تصريحه لشبكة طنجة الإخبارية بفيلم "اشلاء" لمخرجه حكيم بلعباس الذي حصل هو الآخر على جائزة النقاد السينمائيين، وذلك من خلال ما قدمه في فيلمه من الناحية الجمالية والتنسيقية. تجدر الإشارة إلى أنه قبل افتتاح أشغال الندوة الصحفية تم تسليم كتيب صغير للحضور يتضمن حصيلة المركز السينمائي المغربي لسنة 2010، كما لوحظ غياب الصحافة المحلية بشكل كبير وغير مبرر في ندوة لا تحتاج لأية دعوة حيث فضل أغلبهم التنزه في بهو الفندق، وعلى العكس فقد عرفت الندوة حضورا قويا للصحافة الوطنية. تصريح خليل الدامون رئيس جمعية النقاد السينمائيين بالمغرب أو هنا تصريح المخرج عادل الفاضلي الحائز على جائزة النقاد السينمائيين أو هنا