قضت محكمة الاستئناف بتطوان بالسجن المؤبد في حق الجاني، حسن الدالية، مرتكب جريمة قتل شاب بمدينة مرتيل، في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر الماضي، وقضت في حق شريكه بنفس العقوبة، كما حكمت المحكمة نفسها على الشخص الذي لم يبلغ عن الجريمة ب17 سنة سجنا نافذا، وعلى شخصين آخرين ب15 سنة، بتهمة حيازتهما بضاعة مسروقة خلال جريمة القتل. تعود وقائع الجريمة إلى شهر أكتوبر الماضي، عندما توصلت مصالح الأمن بمعلومة تفيد بالعثور على جثة شاب داخل حقيبة مرمية بحي كويلما الشعبي، حيث كان الأمر يتعلق بشاب كان يدعى قيد حياته، مصطفى البورقادي، كان يقيم بحي «أحريق» بمدينة مرتيل، إذ تم التعرف عليه من طرف أسرته وبعض أصدقائه المقربين، فيما صرح، وقتئذ، مقرب من الهالك، بأنه تم التعرف عليه من خلال ملابسه الداخلية، مضيفا أن حالة الجثة كانت جد مأساوية، من خلال تشوهات شابت الوجه. تحديد هوية الضحية تمكنت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بتطوان ومارتيل، بمساعدة تقنيي مسرح الجريمة وأطر المختبر العلمي للشرطة، من تحديد هوية الضحية باستغلال المعطيات المخزنة في قاعدة المعطيات الاسمية الخاصة بالأشخاص المبحوث عنهم من أجل البحث لفائدة العائلة، إذ اتضح للمحققين أنه سبق أن تم ستجيل بلاغ بالبحث لفائدة العائلة في حق ابنها، وهي المعطيات التي ستقود شرطة المختبر العلمي إلى تأكيد هوية الضحية بعد مطابقة عينات من حمضها النووي مع تلك العائدة لوالده. انطلاقا من ذلك، وباستغلال المسار اليومي العادي للضحية، والذي كان يشتغل بائعا متجولا على متن سيارة لبيع حلوى الأطفال ومواد أخرى، اتضح أن الهالك اختفى عن الأنظار عندما كان يوزع سلعا استهلاكية بحي «ميكسطا» بمارتيل، وأن آخر علاقاته كانت مع صاحب محل للبقالة، الذي أوضح لفريق التحقيق أن الهالك أشعره بأنه كان متوجها إلى مكان محدد في الحي المذكور، للاتفاق على تزويد محل جديد ببعض السلع الاستهلاكية. إيقاف المتهم قادت هذه المعطيات المصالح الأمنية إلى رصد ومراقبة المكان المفترض للمحل التجاري الذي كان سيزوده الهالك ببضاعته التجارية، وبعد تربص بعين المكان لمدة يوم، تم تحديد وجود شخص غريب يتنقل بين إحدى الشقق وسطح إحدى العمارات، وهو يحمل جرحا باديا على جبينه، وهو ما كون اقتناعا شديدا لدى المحققين بإمكانية ضلوع المعني بالأمر في واقعة قتل الضحية. وبمجرد توقيف المشتبه به واستفساره عن الإصابات الموجودة بأنحاء متعددة بجسده، أقر بأنه غريب عن الحي المذكور، وأن مهمته تتحدد في نقل البضاعة التي سرقت من الهالك وتحويلها إلى مكان آخر، مدليا بتفاصيل كاملة عن ملابسات الجريمة، مستعرضا جزئيات بخصوص هويات باقي الشركاء في جريمة القتل. مسرح الجريمة بعد مداهمة الشقة التي أشار إليها المتهم المعتقل، تم الوقوف على أدلة تشير إلى كونها مسرح الجريمة، إذ تم حجز أغطية صوفية وأقمشة تطابق تلك التي عثر عليها بمكان اكتشاف الجثة التي كانت ملفوفة بها، وتم العثور على بقع دم داكنة ترجع إلى الهالك، فضلا عن مجموعة من البضائع والسلع الاستهلاكية التي كانت في ملك الضحية قبل وفاته، بالإضافة إلى وثائقه التعريفية التي سرقت منه في خضم عملية القتل. في نفس السياق، وبإرشاد من الشخص المعتقل، تم توقيف الفاعل الأصلي لهذه الجريمة بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد المقرون بجناية السرقة الموصوفة.