سيعاني الصحفيون الإسبان، الذين يقصدون مدينة الناظور للبحث في ملفات تتعلق بتهريب المخدرات نحو أوربا والهجرة السرية والأمازيغية، الكثير من الصعوبات من أجل الحصول على المعلومات لإنجاز موادهم، وذلك بعدما قرر جل الصحفيين بالمدينة، يوم الأحد الماضي، توقيف تعاونهم مع هؤلاء الصحفيين إلى حين اعتذارهم إلى المغرب في قضية فبركة صور الأحداث الأخيرة بمدينة العيون. ووصف حوالي 24 صحفيا بالمدينة يعملون في صحف محلية، ورقية وإلكترونية، بعضهم يعملون مراسلين لصحف وطنية، تغطية الصحافة الإسبانية لهذه الأحداث ب«الأفعال الخطرة». واعتاد عدد من الصحفيين الإسبان التوجه إلى مدينة الناظور، وهي أقرب منطقة حدودية للجارة الشمالية، من أجل الظفر ب«ربورتاجات» و«تحقيقات» حول الشبكات الدولية لتهريب المخدرات والهجرة السرية، والتي عادة ما يقدمون فيها المغرب ك«قلعة» تتنامى فيها هذه الشبكات ويتهمون فيها السلطات المغربية ب«التساهل» في محاربتها. وقال بيان لجمعية «اتحاد الصحفيين المحليين بالناظور» إن التغطية التي قامت بها الصحافة الإسبانية لأحداث العيون ترمي إلى الإساءة إلى المغرب «وإظهاره أمام الرأي العام الإسباني والدولي في صفة الدولة التي تنتهك حقوق الإنسان». ويفضل عدد من الصحفيين الإسبان الاعتماد على بعض العاملين في قطاع الصحافة بالمنطقة، وذلك إلى جانب بعض الفعاليات الجمعوية، ك»مصادر» مهمة للأخبار التي تتعلق بالملفات التي تقدم على أنها «محرجة» للمغرب. كما يركز بعضهم على الاعتماد على بعض الصحفيين المحليين من أجل التعرف على بعض «النقط السوداء» في الشمال لتصوير أشرطة وأخذ صور «حية» ل«زودياكات» المهربين وهي تستعد لمغادرة الشواطئ المغربية في اتجاه إسبانيا لتفريغ شحناتها، إما من المخدرات وإما من المهاجرين السريين من مختلف الجنسيات. وربط أحد الصحفيين الذين دافعوا عن الفكرة بين استئناف هذا «التعاون» وضرورة تحلي الصحافة الإسبانية بالحياد والمهنية في تقديم الأخبار التي تتعلق بالمغرب، مشيرا إلى أن أحداث العيون أظهرت أن «التغطيات» الصحفية التي كانت تنجز حول منطقة الريف كانت ترمي إلى الإساءة إلى صورة المغرب على الصعيد الدولي، وتقديمه على أنه يهدد استقرار أوربا ب«تساهله» مع «مافيات» الهجرة السرية وتهريب المخدرات وتهميش المناطق الأمازيغية، هذا بالرغم من أن السلطات تقوم بمجهودات كبيرة لتنمية المناطق الشمالية ومحاربة شبكات المخدرات والهجرة السرية.