رغم مجهودات السلطات المغربية لتفكيك خلايا إرهابية، وإعلانها أخيرا تفكيك أكثر من 130 خلية منذ التفجيرات الانتحارية التي شهدتها الدارالبيضاء في 2003، إلا أن ظهور تنظيم داعش ومحاولاته الدائمة لتجنيد الشباب جعلت مدينة تطوان المغربية أنموذجا في انضمام عدد من شبابها إلى التنظيم ومشاركة عناصره في القتال بسورية والعراق. في هذا الصدد، أوضح محمد عيسى رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، وهي منظمة محلية غير حكومية، أن عدد الملتحقين بتنظيم داعش من مدينة تطوان ونواحيها كان نحو 35 في الشهر خلال عام 2013، لكن العدد تراجع إلى 13 في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، مشيرا إلى أن سبب التراجع يرجع إلى فضح وحشية جرائم التنظيم. وفي المقابل، قال أحد أبناء المدينة "محمد" الذي هاجر إلى سورية وأنضم إلى تنظيم داعش في اتصال هاتفي مع صديق طفولته "عبدالله" إن الجرائم التي يرتكبها التنظيم ليس لها ما يبررها، وبعضها أخطاء ارتكبها بعض الجنود. من جانبهم، قال حقوقيون إن ثلث المغاربة الذين التحقوا بتنظيم داعش هم من منطقة الشمال، خصوصا من مدينة تطوان وضواحيها، لافتين إلى ما أعلنته السلطات المغربية في مارس الماضي، أن 1354 مغربيا يحاربون في صفوف التنظيم في سورية والعراق، اُعتقل منهم 220 عند عودتهم إلى المغرب وقتل 286 آخرون، مبينين أن نحو 158 امرأة مغربية و135 طفلا، انضموا إلى التنظيم. وتشير نتائج بحث ميداني أنجزه مرصد الشمال لحقوق الإنسان في ديسمبر الماضي حول مقاتلي سورية والعراق المنحدرين من شمال المغرب، إلى أن أغلب المنضمين إلى تنظيم داعش من أبناء المنطقة هم من الفئة العمرية بين 15 و25 عاما، وأنهم في الغالب من الطبقة الفقيرة، ومن ذوي المستوى التعليمي المتدني. في هذا السياق، قال محمد حلحول رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان المستقلة بجهة المضيق ضواحي تطوان، إنه "مع تزايد نسبة البطالة وقلة فرص العمل، يجد الموالون لتنظيم داعش الفرصة لتجنيد العاطلين، تساعدهم في ذلك الدعاية المضللة للتنظيم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عن الحياة التي يعيشها أعضاء داعش، والتي تتوافر فيها كل المغريات التي تخدع الشباب.