في سلسسلة اللقاءات الشهرية التي تنظمها مكتبة بيت الحكمة بتطوان بتنسيق مع أبرز الفعاليات الثقافية والمنتديات العلمية والجامعية بالمدينة، تفعيلا للحركية الثقافية بالمدينة، تم يوم الإثنين 9 فبراير 2015 تنظيم محاضرة بعنوان: "شعر التستاوتي: مدخل تركيبي وبلاغي"، ألقاها الدكتور عبد اللطيف شهبون، أستاذ التعليم العالي بشعبة اللغة العربية وآدابها، وهذه المرة بتنسيق مع مركز ابن أبي الربيع السبتي للبحوث والدراسات اللغوية، وبتعاون مع ماستر لسانيات النص وتحليل الخطاب، وماستر الأدب العربي في المغرب العلوي: الأصول والامتدادات، بكلية الآداب بتطوان. وقد حضر هذا اللقاء الأدبي ثلة من أساتذة كلية الآداب بتطوان وعدد كبير من طلبة الماستر والدكتوراة بها، بالإضافة إلى بعض المهتمين بالشأن الثقافي والأدبي. استهل د. عبد اللطيف شهبون مُحاضرَتَه بمدخل للحديث عن المقاربة اللغوية والبلاغية للنص الأدبي، وذلك بتقديم فكرة وظيفية وأساسية للتعريف بمستويات استخدام اللغة في إطار تناول النصوص الأدبية، مشيرا إلى أن معظم الباحثين درجوا على تقسيم الاستخدام اللغوي إلى قسمين: المستوى العادي للغة (اللغة المعيارية)، ثم المستوى الفني أو الأدبي.. وقد اختار المحاضر الشاعر المغربي "أحمد بن عبد القادر التستاوتي" (ت1127ه) مدارا لهذه المحاضرة والذي قال فيه العميري في فهرسته: (وأكثر ما رأيت له معنى بهذه البلدة نظما لحسن بداهته في النظم حتى إنه يريد أن يكتب الكتاب، وحامله حاضر ينتظره، فينظمه له، كأنه يحفظه، وكنت أتعجب من ذلك) ، وذلك من خلال اشتغاله على إنتاجه الشعري في عمله الرائع: "شعر أحمد بن عبد القادر التستاوتي". وهكذا عرف في البداية بالشاعر باعتباره ابن الزاوية الدلائية وتلميذ الشيخ أبي الحسن اليوسي، وأنه كان رأسا من رؤوس الحركة الفكرية والأدبية في عصره، متدرجا في التصوف.. وقد جال د.عبد اللطيف شهبون في مجالات شعر التساوتي من مختلف مكوناته ابتداء من العتبات الأولى لهذه النصوص الشعرية إلى البحث في المناهج الأسلوبية واللغوية والإيقاعية وإنتاج المعاني في أسلوب من الإلقاء- على عادته الإبداعية في محاضراته- فريد وأخاذ، ليخلص إلى البحث في صوفية هذا الشاعر المغربي الذي يعبر عن المعنى الصوفي في شعره بثوب راقٍ. ثم ختم محاضرته بالدعوة إلى ضرورة امتلاك الباحثين للآليات اللغوية، باعتبارها مادة أساسية لكل باحث أو دارس، واستيفاء قواعدها والجمع بينها وبين الأدوات البلاغية للدخول إلى أي نص شعري. وأخيرا ختم اللقاء بتساؤلات الطلبة والباحثين الحاضرين والتي أغنت الموضوع وزادته وضوحا وتفسيرا بعد أن علق عليها الأستاذ المحاضِر.