حي النهضة بجماعة دار بنقريش التابعة لولاية تطوان أو ما يسمى ب "حي التجزئة " على لسان الساكنة الذي عرف مؤخرا اصلاحات هامة على مستوى تأهيل بنيته التحتية التي شملت كلا من الطرقات و قنوات الصرف الصحي و إنارة الشوارع بعد جهد مضني ، و سلسلة من التحركات و الالتماسات من قبل سكان الحي المنضويين في جمعية حي النهضة للتنمية البيئية و الساكن اللائق . و للإشارة فإن تلك الاصلاحات و أوراش التأهيل المشار اليها شكلت مشروعا هاما رصد له غلاف مالي ملحوظ و استمرت الاشغال فيه لما يقرب من سنة كاملة ، كما اعتبر لحد الساعة بالرغم مما شاب أوراشه من اختلالات المشروع العمراني الوحيد الذي انجزته وكالة العمران بتعاون مع مصالح السلطات المحلية التي تكن لها ساكنة الحي بالمناسبة كل تقدير ، و ذلك في اتجاه الخروج بالقرية من حالة الاقصاء و التهميش الى مرحلة جديدة على مستوى التأهيل العمراني من شأنه أن يوفر النواة الاولى نحو تنمية اجتماعية و بيئية تستفيد منها ساكنة دار بنقريش في المنظور المتوسط . هذا الحي الجميل وسط الطبيعة الغناء الذي يؤمل فيه أن يصبح حيا نموذجيا بالقرية ، و متنفسا للسكان و فضاء ايكولوجيا للراحة و الاستجمام ، و بعد اصلاح مرافقه يجد اليوم من لا يقدر قيمته العمرانية و البيئية ، كما يجد اليوم من لا يقدر المجهودات و التضحيات التي بذلت من اجل تأهيله سواء من جهة السكان أعضاء الجمعية أو من قبل وكالة العمران و مصالح السلطات المحلية بالجماعة ، و نقصد تحديدا بعض الوافدين على الحي مؤخرا من أجل الاستثمار فيه عن طريق البناء ، حيث اصبحت أوراش البناء التي فتحوها تخلف اضرارا فادحة بالبنية الطرقية للحي ، خصوصا حينما يتعاملون مع مكتسبات الحي و مرافقه بروح اللامسؤولية و بأساليب فيها الكثير من العشوائية و اللامبالاة : على قول القائل هل دخل هولاكو الى القرية .. ؟ كل ذلك يحدث بالرغم من الارشادات الودية التي تسهر جمعية الحي على توجيهها للوافدين الجدد مساهمة منها في حماية مكتسبات الحي و العمل على تنميته و هو الهدف الاسمى التي تأسست من اجله منذ سنتين . و مما يؤسف له ، و يثير الحزن في النفس ، أن الذي يقف وراء ما يحدث من تدمير في البنية الطرقية الجميلة اناس ملتحون و يحملون الكثير من مظاهر التدين كان اولى بهم ان يتذكروا قوله تعالى : (( و تفسدوا في الأرض بعد اصلاحها ..)) الأعراف 56 ، و قوله تعالى : (( و لا تبغ الفساد في الارض إن الله لا يحب المفسدين )) القصص/الآية 77 . و بهذه المناسبة يتساءل الجميع و خصوصا داخل الجمعية من منطلق مسؤوليتها المواطنة و الاخلاقية : هل يصح التغاضي عن اوراش البناء التي تعمل بالمقاربات غير المسؤولة القائلة : " ابن بيتك و لا يهمك إن دمرت ما حولك " ، و هل هناك اجراءات حمائية و احتياطية يتعين على السلطات المحلية أن تفرضها على هؤلاء الوافدين ليلتزموا بها حينما يطلقون عنان آلات اوراشهم التخريبية في البناء حماية لجمالية الحي و سلامة مرافقه ؟ إن الجمعية و كافة الغيورين على الحي يلتمسون من السلطات المحلية من قيادة و جماعة قروية التدخل العاجل لمراقبة و اتخاذ كافة الاجراءات القانونية في حق اوراش البناء غير المسؤولة التي تلحق بالحي تخريبا يمس جمالية مرافقه أو سلامة بنياته التحتية ، الشيء الذي يعد اعتداء صارخا على الوضع السكني و البيئي بالحي. و يفوت على القرية و كافة المواطنين امكانية الاستفادة من فضاء للإقامة و الفسحة و الاستجمام تطلب تأهيله الكثير من الجهد و الوقت و انفق عليه الكثير من الاموال .. عن جمعية حي النهضة للتنمية البيئية و السكن اللائق بجماعة دار بنقريش