انتقلت إلى رحمة الله مساء يوم الأحد 17 نونبر 2013م، الفتاة "بسمة" من مدينة آسفي، وهي في ريعان طفولتها بعد معاناة مع مرض التصلب اللويحي المتعدد، وقبل شهر ونصف انتقلت إلى رحمة الله أيضا السيدة نورة الحزيمري من مدينة تطوان بعد معاناة مع نفس المرض. هاهم مرضى التصلب اللويحي يرحلون عنا واحدا تلو الآخر في صمت مطبق، فلا الوزارة الوصية انتبهت لحالهم، ولا هي نظرت نظرة اهتمام لهم، ومعها الإعلام أيضا الذي تناسى هذه الشريحة من المرضى وما يعانونه يوميا على جميع المستويات المادية والنفسية والاجتماعية. معاناة لا يعلم بها في الوقت الراهن في غياب التعتيم الإعلامي إلا الله تعالى، وما زلت أتذكر السيدة "فوزية بن عشير" أم الطفلة "بسمة" ورئيسة جمعية بسمة لمرضى التصلب اللويحي بآسفي، حين تدخلت بالمؤتمر الطبي الذي نظمته جمعية مرضى التصلب اللويحي بالرباط هذا العام، أتذكرها وهي تحكي معاناتها في الحصول على الدواء والمعاملة الجافة التي تتعرض لها من قبل الممرضين والمسؤولين عن الدواء، حيث صرحت أن المعاناة مع المريض أهون مما نتعرض له من أفراد المجتمع الذي يجهل تماما ما هو مرض التصلب اللويحي. وهذا الجهل يرجع إلى غياب الحملات التحسيسة للوزارة الوصية إذ هي المسؤولة أولا وآخرا عن التحسيس بهذا المرض و العناية بالمرضى به، وهي التي ستحاسب أمام الله عن كل حالة وفاة من مرض التصلب اللويحي رحلت عنا في صمت رهيب. ومن هذا المنبر نتقدم بالعزاء للسيدة "فوزية بن عشير" في وفاة طفلتها سائلين الله عز وجل أن يلهما الصبر والسلوان وأن يعينها على المضي قدما في جمعية بسمة لمرضى التصلب اللويحي المتعدد، وأشد على يدها قائلا لها: إن لم تكن لنا وزارة وصية فلنا الله الكريم. الدكتور : يوسف الحزيمري