انفضت جموع المشاركين في مسيرة التضامن مع غزة في الدارالبيضاء، حوالي الساعة الثانية عشرة والربع ظهر اليوم الأحد. وبينما شرعت وفود المشاركين في التقاطر على ساحة النصر القريبة من درب عمر، منذ الساعة الثامنة والنصف، فقد انطبعت المسيرة التي انطلقت من هناك ب"عدم التنسيق" وفق ما عاينته "لكم. كوم". وبدت "المسيرة بلا رأس" وكأنما انفلتت من عقالها مخترقة الأحياء الهادئة في وسط المدينة والموعد نهاية الأسبوع. وحاولت سلطات المدينة تحديد مسار المسيرة مرورا بشارع رحال المسكيني غير أن أعضاء في تنسيقية حركة 20 فبراير، قرروا المسير عبر شارع لالة الياقوت، لينقسم المشاركون إلى نصفين، أحدهما تتقدمه الحركة الاحتجاجية ومعها شبيبة العدل والإحسان، بينما انبرى مشاركون آخرون كانت حملتهم حافلات النقل العمومي إلى حيث انطلاق المسيرة إلى السير عبر رحال المسكيني استجابة لرغبة السلطات. وقال مصدر طلب عدم كشف اسمه، "إن سلطات المدينة حاولت احتواء المسيرة تجنبا لمناوشات قد تنجم عن تلاق بين فبرايريين وآخرين يعادونهم لاختلاف مطالب الطرفين. ومن جهتهم، أصر أعضاء 20 فبراير، على سلك الطريق الأقرب إلى حيث ساحة الأممالمتحدة التي ظلت تحتضن التجمعات الاحتجاجية للحركة في العاصمة الاقتصادية. وحمل المشاركون المحسوبون على الحركة الاحتجاجية أعلاما فلسطينية وأخرى بها صورا للثائر "تشي غيفارا" الذي قاد الحركات التحررية في أمريكا الجنوبية قبل أن يرديه الرصاص قتيلا من أجل الحرية. وبدت "البلقنة" واضحة بين مكونات يؤطرها مقربون من منتخبين في المدينة، وقد جرى تجييش عدد من جمعيات المجتمع المدني للمشاركة في المسيرة، بينما قال وحيد مبارك، منسق لجنة قضايا الشباب في حزب الاتحاد الاشتراكي، إن مشاورات انطلقت، مستهل الأسبوع الجاري بين مختلف التلوينات من أجل إنجاح هذه المسيرة التي دعت إليها، شبيبة حزب الوردة وشبيبة جماعة العدل والإحسان المحظورة. وأضاف المتحدث إلى "لكم. كوم" أن التنسيق انصب على "عدم تحميل المسيرة ما لا طاقة لها به، وتحديد هدفها في إبداء التضامن وقطاع غزة. وتكسر صباح اليوم سكون وسط الدارالبيضاء بشعارات مناوئة للصمت العربي اتجاه العدوان الإسرائيلي المعروف ب"عمود السحاب" على قطاع غزة، وصدحت حناجر مشاركين مرددة "الأنظمة تساوم وغزة تقاوم" و"الأنظمة الخونة اللي خانوا الأمانة". وفي ظل جمود عربي، كان العدوان الإسرائيلي شن هجمات عسكرية على قطاع غزة جعلتها تحت النار، قبل الاتفاق على هدنة بين الكيان الصهيوني وحركة حماس التي تسود في القطاع المحاصر. إلى ذلك، قدرت مصادر من السلطات المحلية للدار البيضاء المشاركين في المسيرة التضامنية بنحو 30 ألفا، بينما شوهد رجال أمن بزي مدني يندسون وسط جموع المشاركين ويلتقطون صورا تارة ويتحدثون عبر هواتفهم تارة أخرى. وفيما كان مقررا للمسيرة التوقف نهائيا قرب ملتقى شارع المقاومة وعبد المومن، فقد أقامت السلطات الأمنية متاريسا حديدية حالت دون استمرارها حتى النقطة المتفق عليها ليتم حصر المشاركين قرب ساحة الراشدي بشكل سرع فضها وتلاشي الوفود بشكل سريع بعدما التهمتها أزقة المدينة الغول. لكم