محمد عادل التاطو / تطوان انطلقت صباح اليوم الإثنين فعاليات الحملة الدعوية "لنحيا شبابا بأمان" بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل وسط تفاعل طلابي في فقرات اليوم الأول من الحملة الذي شهد تقديم ومناقشة تقرير الحالة الدينية بالمغرب الصادر عن المركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة في محاضرة "الشباب والقيم" بحضور الباحث رشيد الجرموني عضو المركز المذكور. الحملة الدعوية التي تنظمتها منظمة التجديد الطلابي فرع تطوان تحت شعار قوله صلى الله عليه وسلم " ومن يستعفف يعفه الله" تميزت بالتفاعل القوي لطلبة كلية الآداب مع المسابقات الدعوية والثقافية حيث وُزعت مئات من المصاحف والكتب الدعوية والفكرية بلغات مختلفة على الطلبة المتوجين، كما شهدت حلقية الحملة نقاشا حول موضوع الأخلاق والعفة في الوسط الطلابي خصوصا في ظل انتشار تسريبات إلكترونية تظهر طلبة يساريين بنفس الكلية وهم يناقشون تجاربهم في مواضيع الجنس والدعارة والإلحاد، الأمر الذي خلف حالة من الإستنكار والسخط الشديدين وسط الطلبة كما تبين في مداخلاتهم في فقرات الحملة. الباحث رشيد الجرموني عرض في محاضرة "الشباب والقيم" التي أقيمت بمدرج داود بكلية الآداب تقرير الحالة الدينية بالمغرب الصادر عن المركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة، حيث أشار إلى بعض المؤشرات العلمية التي جاءت في التقرير الدالة على ارتفاع نسبة التدين عند المغاربة وربطها بالتحديات التي تواجه هذا الإرتفاع، وذلك في تسعة مؤشرات رقمية تتجلى بالأساس في الإقبال الكبير للمغاربة على العبادات في شهر رمضان وتركيزهم على قيمة التضامن في هذا الشهر، وارتفاع نسبة بناء وارتياد المساجد والعناية بالقرآن الكريم، وكذا طلبات الحج التي وصلت في العام 2009 إلى 220 ألف طلب، والإقبال على الفتوى، وقوة حركة الإصدار الديني في ظل الإنتشار الكبير للكتب الدينية والدعوية، إضافة إلى الإقبال المتزايد على التمويلات البديلة (الإسلامية) رغم شروطها الصعبة والمعقدة حسب الباحث الجرموني الذي تطرق أيضا إلى الفاعليين الدينيين بالمغرب حسب تقرير الحالة الدينية بالمغرب ودورهم في توجيه التدين، من خلال الفاعلين الرسميين: إمارة المؤمنين ووزارة الأوقاف والمجلس العلمي والرابطة المحمدية، والفاعليين غير الرسميين: العلماء "المستقلين" والحركات الإسلامية (حركة التوحيد والإصلاح، وجماعة العدل والإحسان).. الطالب الباحث ياسين كريكش أشار في ذات المحاضرة إلى الثقافة الإستهلاكية التي تسيطر على المجتمعات العربية والإسلامية، والتي تجعل مفهوم الإستهلاك يُصبح غاية في حد ذاته مما يُفقد المجتمعات قيمها ويتحول الهدف من الإنتاج هو الإستهلاك فقط وليس التقدم والإبداع. يُذكر أن الحملة الدعوية تستمر على مدار ثلاثة أيام بكل من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل، والكلية المتعددة التخصصات بمرتيل وكلية العلوم بتطوان.