لا حديث بين ساكنة قيادة باب برد اقليمشفشاون إلا عن رجال الدرك الذين ساهموا في إخفاء جريمة قتل مزارع ورمي جثته في بئر ضيعة، وتسليم الرفات إلى أسرته من أجل الدفن، دون الاستجابة إلى طلب إجراء تشريح طبي لمعرفة سبب حقيقي للوفاة. وقد طالب عصام العساوي، شقيق الضحية نبيل العساوي (من مواليد 1993 متزوج وأب لطفلين)، الوكيل الملك والسلطات القضائية والأمنية بفتح تحقيق في فرضية انتحار أخيه في ظروف غامضة على بعد 30 كيلومترا من مقر سكنه، وكذا اتهامه باختلال عقلي، لتثبيت فرضية الانتحار .وقد قال العساوي ان المختل عقليا لا يفكر عادة في الانتحار لعدم قدرته على التحكم في أفكاره وقراراته ومداركه، وإذ حصل فعلا أن فكر في الانتحار، فما الذي يدفعه إلى السفر مسافة طويلة من دوار استوف بجماعة بني رزين إلى دوار أوذال بجماعة تموروث من أجل تنفيذ قراره ببئر ضيعة مسيجة ولها سور، علما أن الطريق محفوفة بمئات الآبار .وقد أكد العساوي أن شقيقه، الذي كان يشتغل قيد حياته مزارعا ويعيل أبناءه وزوجته من أنشطته الفلاحية، غادر المنزل في 7 شتنبر الماضي، واختفى عن الأنظار في ظروف مجهولة، قبل أن تتوصل أسرته في الساعة الثانية صباحا من يوم 9 شتنبر من قيادة الدرك الملكي بباب برد، وتطلب من أحد أفرادها الحضور، لإتمام إجراءات تسلم جثة الضحية المنتشلة من بئر في الساعة الحادية عشرة من الليلة السابقة .وقال شقيق المتوفى إنه وصل إلى مقر القيادة في الساعة الخامسة للاستفسار عن مصيره الضحية، فلم يجد أحدا، إذ تم إخباره من قبل خادمة أن الضحية تم نقله الى إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بشفشاون. مما جعله يتوجه مسرعا إلى المستشفى لرؤية أخيه، لكن بعد بحث مضن في السجلات، أخبر أن مصلحة حفظ الأموات لم تتوصل بأي جثة من الدرك الملكي في هذا التاريخ، موضحا أنه في ذلك الوقت اتصل أحد الدركيين بوالده وأخبره أن ابنه وجد منتحرا بأحد الآبار وتم انتشال جثته وترحيلها إلى تطوان، وعليه أن يذهب لتسلمها من أجل الدفن.وان قيادة الدرك الملكي أخبرته أنها توصلت بإشعار مساء 8 شتنبر من دوار أوذال بجماعة تمروث بوجود جثة في بئر، مؤكدا أن صاحب الإشعار هو صاحب البئر نفسه الذي سمع شخصا يطلب النجدة فمد له حبلا ودلوا، لكنه لم يفلح في إنقاذه، قبل وصول فرقة من الدرك التي قامت بانتشال الجثة في حدود الحادية عشرة ليلا، ونقلها إلى المستشفى.مما جعل أسرة الضحية تشكك في رواية الانتحار، أو أن ابنها مصاب بخلل عقلي، مطالبة باستدعاء شهود عن الواقعة، منهم صاحب البئر الذي حاول إنقاذه وفشل، ثم الاستماع إلى شهادة بائع سمك قال إنه رأى نبيل العساوي ليلة اختفائه، بل ركب معه رفقة صديق ثالث على متن سيارة وتوجهوا إلى جماعة تموروث.وقد أكد بائع السمك انه في حدود العاشرة ليلا من يوم 8 شتنبر الماضي، شاهد الدرك الملكي وسيارة إسعاف بالمنطقة، وحين استفسر عن ذلك قيل له إن صديقهم نبيل وجد منتحرا في بئر. من هنا يتساءل الراي العام وخصوصا الساكنة هل إعادة فتح تحقيق من طرف اسرة الضحية ستكشف عن حقيقة وفاة هذا الشاب