لتحتفل المرأة في كل دولة بعيدها , ومن حقهن الإحتفاء بهذه الذكرى السنوية لما اكتسبنه من كرامة وحقوق ومواطنة لكن لماذا نقحم المرأة المغربية في هذا العرس ؟ فعلى أي اساس وكرامتها في الحظيظ , تتغدى بأبشع النعوث والإهانة والقهر والذل (...) فإذا كان العيد احتفاء بقلة قليلة من النساء اللواتي ينتظرن وردة أو زهرة فتلك هي الكارثة , العيد لايعني أن لدينا طبيبات ومحاميات وقاضيات وشرطيات ومعلمات ورئيسات جمعيات وبرلمانيات وعاملات وصحافيات ووزيرة . العيد لا يعني تلك التصريحات التلفزيونية ونقل مباشر لمهرجانات التكريم , العيد لا يعني تجميع عصبة نساء يزغردن باسم الحريات والحقوق ويناشدن بإلغاء الفصول القانونية التي تجرم الممارسة الجنسية خارج مؤسسة الزواج ودعم الأم العازب " الباغية " وتشجيع الشذوذ والسحاق والإختلاط اللامبرر وإسكات الزوج تحت شعار " المساواة " . أعرف جيدا بأن المحتفلات بالعيد لن يعجبهن هذا الحديث , وكذلك بعض الأقلام المستفيذة خاصة التي تكتب على ورق مظلم بمداد تكسبي ومصلحي لكن خصوصية المغاربة تتطلب إظهار الحقيقة للناس مهما كانت جارحة المهم مغديش نكذب أو أساهم بكلمات الإثراء في يوم ينجلي وتبقى الكلمات مؤرخة طيلة الدهر . لن أسقط في لعبة سياسية إسمها عيد المرأة , ولن أحتفل نيابة عن أمي وعيلات الدرب ونساء الحي حيث لا زالت الكرامة في خبر " كان " لازالت المرأة تعيش الويلات تعيش المر والعلقم تعيش التعاسة والإهانة تعيش مخاض الولادة وتتمتع بحقوق الأموات (...) ما أراه في الشارع والأم تجاهد في بيع أكياس الحمام والملابس الداخلية , واخرى تبيع ملابسها وأوانيها وثالثة مرضعة تسقي طفلها من تديها وتمسح وتغسل واجهة المحلات التجارية وفتاة في سن الزهور تقف على الرصيف تبيع جسدها وأخرى ألقي القبض عليها في بيت الدعارة و صديقة لها تحاكم بتهمة السرقة وخيانة الأمانة وسيدة في الستين أفرغت من بيتها وأرملة متقاعد براتب 400 درهم ونساء يلدن على طابور المستعجلات والذنب على الحكومة . أليس عارا الإحتفال بعيد المرأة وظاهرة الطلاق تزداد تفشيا بعدما سقطت الخصوصية المغربية وسايرن ثقافة الغرب دون تحفظ ؟ أليس عيبا الإحتفال بالعيد والنساء أفشين أسرار بيوتهن لمكاتب الإستماع والخط الأخضر وعشن قضايا ومحاكم وبؤس وافتقدن العش الزوجي . أين كرامة المرأة المغربية المسلمة , والسينما المغربية تمول بأموال الشعب المغربي لإنتاج صور بورنوغرافية باسم الجرأة والحرية الفنية , أين االمرأة المغربية وهي تتعرى أمام الكاميرا والتقنيين في مشهد خليع من أجل صناعة مغربيات الإنحلال وتشجيع ثقافة المسخ ومهرجانات الذل والعار (...) كثير ما يتقال لكن تبقى المسؤولية مسؤولية الحكومة والعيلات اللي على بالكم " المترجلات ". كتبها : حسن أبوعقيل