توفي الرئيس الجزائري الاسبق الشاذلي بن جديد في الجزائر عن عمر ناهز ال 83 عاما جراء إصابته بالسرطان، وفق ما اعلنت وكالة الانباء الجزائرية. وتولى بن جديد رئاسة الجزائر بين فبراير 1979 و يناير 1992. وكان بن جديد قد نقل قبل اكثر من اسبوع الى مستشفى عين النعجة العسكري في الجزائر. ويعود الى الرئيس الاسبق الفضل في اضفاء الطابع الديموقراطي على المؤسسات، وخصوصا لجهة تبني دستور تعددي في شباط/فبراير 1989 والتخلي عن رئاسة الحزب الواحد، جبهة التحرير الوطني، في تموز/يوليو 1991. كما كان بن جديد الذي يلقب بأب الديمقرطية أحد مؤسسي اتحاد المغرب العربي المجمد في مدينة مراكشجنوب المغرب،و قد اتهم مرارا بقربه من المملكة المغربية و نسجه لعلاقات جيدة مع الملك الحسن الثاني آنذاك و هو ما أغضب العسكر ضده. الرئيس الجزائري الأسبق الراحل الشاذلي بن جديد وقد تصادفت وفاة الرئيس بن جديد مع الذكرى ال24 لأحداث الخامس أكتوبر 1988 والتي قتل فيها المئات للمطالبة بالحرية والديمقراطية. وكان الشاذلي بن جديد قد أعلن مؤخرا عن عزمه إصدار مذكراته فى الأول من نوفمبر القادم المصادف للذكرى ال 58 لعيد الثورة التحريرية. وبن جديد من مواليد 14 نيسان/ابريل 1929 في قرية بوتلجة في شرق الجزائر على الحدود التونسية. شغل الشاذلي بن جديد منصب وزير الدفاع من نوفمبر 1978 وحتى فبراير 1979 ثم أصبح بعد وفاة هواري بومدين رئيسا للجزائر خلال الفترة من 79 إلى 1992 . و أثناء فترة رئاسته خفف بن جديد من تدخله في الاقتصاد وخفف المراقبة الأمنية للمواطنين في أواخر الثمانيات، ومع انهيار الاقتصاد بسبب انخفاض أسعار النفط بسرعة اشتدت حدة التوتر بين أجنحة النظام الداعمين لسياسة بن جديد الاقتصادية من جهة ومن المعارضين لسياسة بن جديد والمطالبين بالعودة إلى النهج المؤسس . و في أكتوبر 1988 اندلعت احتجاجات شبابية ضد بن جديد احتجاجا على سياسات التقشف وعدم وجود تعددية حزبية مما أدى إلى انتشار اضطرابات هائلة في مدن وهران و عنابة ومدن أخرى أدت إلى أن يقوم الجيش بقمعها بشكل وحشي،وأدى هذا إلى مقتل ما يقرب من خمسمائة شخص . و قدم الشاذلي بن جديد استقالته من منصبه كرئيس للبلاد، عقب إلغاء الانتخابات البرلمانية عام 1992 التي كانت جبهة الإنقاذ الإسلامية قد فازت بأغلبية المقاعد فيها بالجولة الأولى منها قبل أن يلغيها الجيش بضغوط من الغرب ما جعل البلاد تغرق في حمام دم ضمن ما أصبح يعرف بالعشرية السوداء.