مسيرة 20 فبراير التي غزت شوارع العاصمة اليوم نالت حقها من "الزرواطة"حيث لم تعد تفرق بين الجاني و المظلوم و لابين المثقف و غيره بل لم تتورع في جلد الأستاذ أمام تلميذه، ولم ينفع الشيب في صون كرامة صاحبه ، لم تفرق بين الذكر و الأنثى، و لم تحترم حتى المرضعة التي حملت ابنها بين ذراعيها ليشهد على نضالها من أجل تسوية وضعيتها داخل مجتمع قرر أن يفرق بين أبناءه و يجحف حق البعض وسط الكل. الكل سواسية أمام "الزلاط" المخزني... مسيرة لم يكن الهدف منها سوى إسقاط الظلم والحيف لجعل طبقة من أبناء هذا الوطن تحس بالأمن و الاستقرار في مستقبل بات أشبه بالعتمة من جراء سياسات مجحفة ظالمة، تبخس عمل المجد و تغلق نور أمل الاستقرار في وجه هؤلاء. هدف واحد و أوحد جعل العديد من أصحاب الوزرة البيضاء يتفقون لتكون وجهتهم قلب المملكة النابض، كي يشتكوا و يرثوا حالهم الذي أصبح شبيها بحال العمال المياومين بعدما كانوا أمل استقرار و أمن و علم و مستقبل هذا الوطن، و ليقولوا بلسان واحد لا للظلم و لا للتهميش و " الحكرة " و الدونية فكان مصيرهم آلة القمع المخزنية و الركض و الجري بين الأزقة والدروب و كأنهم مجرمون... لا لشيء سوى لأنهم رفضوا الإذعان و الإذلال لقرارت أحادية تلزمهم التوقيع على عقود الخنوع و الذل كي يظلوا عبيد المستبدين الذين يحاولوا خلق طبقات بشرية تعيدنا لزمن العبودية و التحكم و التفرقة. كل من توجهوا اليوم للرباط قالوا بصوت واحد لا لتخريب المدرسة العمومية و لا للحط من كرامة الأستاذ الذي بات لقب "الكونطرا" لصيق بمهامه حتى أصبح أضحوكة بين العام و الخاص فقلت قيمته و ضاع شأنه و أصبح يتحمل الضرب و التعنيف و يصرخ و يردد شعارات التحدي و المواجهة ليتحمل آلامه و ظلم ابناء وطنه...