في خضم الحديث عن تشكيل المكتب الجديد للجماعة الترابية لمرتيل بعد عزل الرئيس وصحبه والمناورات والاغراءات التي ترافق العملية برمتها،قررت ان ارحل بذاكرتي عبر ثنايا الدروب والازقة فجمعت اوراقي وخرائط مدينتي فصرت اتجول تحت لهيب الشمس الحارقة لعلني اجد جوابا مقنعا عن فقدان اثار لرجال مروا ذات يوم من هنا صنعوا مجد مدينة فرحلوا دون حديث يذكر.وضعت صوري امام شيخ يقتعد كرسيا مهترئا ويرتشف كاسا من الشاي المنعنع قبالة برج مرتيل التاريخي فرحل الشيخ يجول بعينين مجعدتين بين الصور فسقطت دمعتان حارتين على بعض منها،فسألته ما ابكاك يا عم فرد علي بحرقة ابكتني الخيانة يا ابني، خيانة الابناء لامهم التي منتحتهم من حبها الفياض فاداروا لها ظهرها،هذه الصورة تعود لمستوصف تحول بقدرة قادر الى عمارة من ثلاث طوابق ومحلبة في الاسفل ،هذا مركز للمستعجلات على شاطئ البحراصبح يا ابني عمارة ذي ثلاث طوابق .وهذه المراكب الشراعية الراسية على الميناء وذلك مصنع تصبير الاسماك وهذه الحقول الغناء الممتدة على طول البصر التي كانت تنتج الغلال تغرق بها الاسواق المحلية والوطنية اصبحت كتلا اسمنتية وبقعا ارضية جزئت بالملمتر الواحد وبيعت في جنح الظلام للغرباء.وهذه مدرسة عتيقة تحولت الى دار للحي فوتت لجمعية تخدم تحت الطلب اجندة حزب سياسي،وهذه دور للجماعة تحولت الى متاجر للخياطة وهذه مرائب للسيارات على شط البحر تحولت الى متاجر للسندويشات.وهذا السوق النموذجي تحول الى مسجد وهذا الملعب تحول الى فراغ مفتوح على الواد العطن ،وهذه الصورة يا ابني وتلك !!!!!! قلت له ياعم انهم يستعدون لانتخاب مكتب جديد للجماعة يقولون انه احسن من سلفه ،فرد علي بتهكم هل الذي يختبأ في المغاور والذي يطلب المقابل تنتظر منه ان يكون احسن من سابقيه؟