عادة ما يلاحظ شرخ وهوة بين الخطاب والممارسة لدى المسؤولين على دواليب الدولة.. في كل القطاعات تقريبا..النموذج الأمثل والساطع هو قطاع التعليم..فعلى المستوى الخطابي الشفوي..دوخوا رؤوسنا وأدمغتنا بشعارات تتضمن كلمات لها وقع خاص مثل "الجودة".."الشفافية".."تقريب المدرسة من التلميذ".."مدرسةالنجاح".."البرنامج التقويمي".."الكفاءات"….إلخ..لكن واقع الحال..يشير إلى الرداءة والغموض وإبعاد المدرسة عن التلميذ..ومدرسة الفشل.. هذا واقع مدارسنا في المدن والحواضر..فما بالك بالبوادي؟…تبدأ المشكلة في البادية منذ الانطلاق..أي عندما تقرر الوزارة بناء "مدرسة" في قرية ما..ولسبب غامض يعاكس "الشفافية" المفترى عليها..تبنى تلك المدرسة في أسوأ قطعة أرضية بالقرية..ويكون ذلك مؤشرا على أنها "مدرسة الفشل" كنموذج معكوس ل"مدرسة النجاح" المفترى عليها هي الأخرى..لكن الطامة الكبرى هي غياب الأمن والتهميش..حيث يتم التعامل مع المدرسة وكأنها "الزائدة الدودية" في جسد القرية..ربما اعترافا من الجميع على أنها ..مدرسة الفشل فعلا..وأن النجاح الوحيد الملاحظ..هوالنجاح في إفشال دورها..ووظيفتها في محيطها؟؟؟.. نقدم هنا نموذج "مدرسة بوخلاد" التابعة لبنقريش..في إقليمتطوان..حيث تعرضت لتخريب قسمها الجديد وسرقة كل المواد الغذائية الخاصة بإطعام التلاميذ..يوم الخميس 07 مارس 2013..وتمت سرقة (18 لترا من الحليب..5 صناديق بيسكوي..وصندوقا من الجبن يحتوي على 18 علبة..و5 صناديق مادلين..)..تحرك الأساتذة..وأبلغوا المدير ببنقريش..وكتبوا تقريرا في الموضوع..واتصلواب"القائد"..وتمإخباره..وقدموا له تقريرا في الموضوع..ووعدهم بإرسال رجال الدرك..وفعلا..جاء عناصر من جال الدرك..وعاينواالحالة..وأخذواالبصمات..لكن تلميذا من المدرسة أخرهم أن المواد الغذائية المسروقة توجد مخبأة عند سفح جبل..وتم إرجاع المسروق إلى مكانه…لكن المفاجأة هو أن المدرسة ستتعرض للسرقة..والتخريبمنجديد..يوم الاثنين 18 مارس 2013..وسيتم الإجهاز من جديد..على ما تم إرجاعه..من مواد…عبارة عن طعام زهيد للتلاميذ..؟؟.. السؤالالمطروح..لماذا؟..هل الذين "سرقوا" يعرفون أنه لن يتم التعامل معهم بجدية ؟؟..كيف يعجز من هو مسؤول عن الأمن في توفير "الأمن" لأهم "مرفق" في محيطه؟؟..هذا ما يجعلنا نجزم على أن مايقال..يتحولإلى "نقيضه" علىأرضالواقع..وأن الخطاب والممارسة..على "طلاق" بين..ولا صلح بينهما….إلى إشعار آخر..