قال الكاتب الصحفي اللبناني، خير الله خير الله إن دولا عدّة دول تنتظرها صعوبات كثيرة، وفي مقدّمتها الجزائر التي يعاني النظام فيها من مرض خطير يعود إلى عجزه عن تطوير نفسه، مضيفا "ليس مرض الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة المُقعد منذ العام 2013 سوى دليل على عمق الأزمة الجزائرية التي يخشى من أن تحول الجزائر إلى أحد عناوين السنة 2019." يفترض بالجزائر، يضيف الكاتب في مقاتل له بصحيفة الرأي الكويتية، أن تنتخب في 2019 رئيسا يخلف بوتفليقة. لكن الظاهر، أقلّه إلى الآن، أن هناك عجزا عن ترك اللعبة الديموقراطية تأخذ مداها في ظلّ نظام لم يستطع تطوير نفسه من جهة وإقامة اقتصاد لا يكون أسير سعر النفط والغاز." وبكلمة، يجزم خير الله خير الله، يرفض النظام الجزائري الاعتراف بانّ عليه التوقف عن ممارسة لعبة الهروب إلى أمام، أي إلى خارج حدوده، وانّ الوقت حان ليتعلّم شيئا من تجارب الماضي، خصوصا من أن هذه اللعبة ارتدّت عليه في الماضي وسترتد عليه مستقبلا. ويمضي الكاتب اللبناني قائلا :"لا يكشف مدى الجمود الذي يتحكم بالنظام الجزائري أكثر من العجز عن الردّ على المبادرة التي أطلقها العاهل المغربي الملك محمّد السادس من أجل حلّ المشاكل العالقة بين البلدين". "فقد ورد في خطاب العاهل المغربي في ذكرى مرور 43 عاما على “المسيرة الخضراء”، وهي المسيرة الشعبية التي أعادت الصحراء المغربية إلى المغرب، في نوفمبر من العام 1975 “يشهد الله أنني طالبت، منذ توليت العرش، بصدق وحسن نية، بفتح الحدود بين البلدين، وبتطبيع العلاقات المغربية - الجزائرية. وبكل وضوح ومسؤولية، أؤكد اليوم أن المغرب مستعد للحوار المباشر والصريح مع الجزائر الشقيقة، من أجل تجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية، التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين. ولهذه الغاية، أقترح على أشقائنا في الجزائر إحداث آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور، يتم الاتفاق على تحديد المستوى التمثيلي فيها، وشكلها وطبيعتها. وأؤكد أن المغرب منفتح على الاقتراحات والمبادرات التي قد تتقدم بها الجزائر، بهدف تجاوز حالة الجمود التي تعرفها العلاقات بين البلدين الجارين الشقيقين. وتتمثل مهمة هذه الآلية في الانكباب على دراسة جميع القضايا المطروحة، بكل صراحة وموضوعية، وصدق وحسن نية، وبأجندة مفتوحة، ودون شروط أو استثناءات. ويمكن لهذه الآلية أن تشكّل إطارا عمليا للتعاون، بخصوص مختلف القضايا الثنائية، وخاصة في ما يتعلق باستثمار الفرص والإمكانات التنموية التي تزخر بها المنطقة المغاربية، كما ستساهم في تعزيز التنسيق والتشاور الثنائي لرفع التحديات الإقليمية والدولية، لا سيما في ما يخص محاربة الإرهاب وإشكالية الهجرة". إن العجز الجزائري عن الردّ على المبادرة المغربية، يضيف الكاتب اللبناني، "يؤكد عمق الأزمة التي يعاني منها هذا البلد المهمّ من جهة وغياب أي وعي فيه لما هو على المحكّ في الداخل الجزائري وفي منطقة المغرب العربي كلّها من جهة أخرى".