رغم أن قضية مقتل السائحتين الأجنبيتين بمنطقة إمليل نواحي مراكش تبقى معزولة، لكن طابعها الإرهابي ساعد على الكشف عن امتدادات الجريمة الإرهابية على المستوى الدولي بعد اعتقال مواطن سويسري يحمل الجنسية الإسبانية اليوم بمراكش، فرغم أن المواطن أوروبي الأصول أي من ذوي العيون الزرق، غير أنه يعتبر بمثابة الفاعل الأساسي من حيث التقنيات، باعتباره هو من قام بتدريب الإرهابيين على تقنيات التواصل وعلى الرماية. المواطن الأوروبي ذو العيون الزرق متشبع بالفكر المتطرف والعنيف، ومتورط في تلقين بعض الموقوفين في هذه القضية آليات التواصل بواسطة التطبيقات الحديثة، وتدريبهم على الرماية، فضلا عن انخراطه في عمليات استقطاب مواطنين مغاربة وأفارقة من دول جنوب الصحراء بغرض تجنيدهم في مخططات إرهابية بالمغرب، تستهدف مصالح أجنبية وعناصر قوات الأمن بغرض الاستحواذ على أسلحتها الوظيفية. اعتقال المواطن السويسري ينبغي أن يغير طبيعة التحليلات المغرضة، التي تحاول تصوير بعض البلدان على أنها موطن للإرهاب، بينما كل بلدان العالم اليوم ليست بمنأى عنه حيث لم يدخر مكانا دون أن يدخله، والإرهاب اليوم يخرق العالم، وبالتالي ينبغي تظافر كافة الجهود للقضاء عليه. لقد اختار المغرب التعامل بعقلانية مع قضية الإرهاب منذ بداياته الأولى، حيث لم يهرب من الأمر ولكن واجهه بصرامة نادرة، جرت عليه الكثير من الانتقادات الدولية، قبل أن يستيقظ العالم على هذا الأخطبوط الخطير، وبالتالي عاد ليعترف للمغرب بنجاعة منهجه في محاربة الإرهاب والتطرف. صناعة التطرف ليست خاصية للمناطق الهشة والفقيرة، ولكن التحول نحو هذا الفكر تتداخل فيه عوامل كثيرة، وأحيانا يقوم الغرب بتصرفات هي الفاعل الرئيسي في ميلاد الإرهاب والإرهابيين، فيوم كنا نحن نحارب هؤلاء الجهاديين كان الغرب يصدرهم نحو مناطق التوتر خدمة لأهداف جيوسياسية، ومن تم يلزم أن يكف عن اتهام بعض الدول أو وسمها بأنها مخترقة من قبل الإرهابيين، بينما الإرهابيون يعششون في أرقى العواصم الأوروبية. وتبقى الإشارة هنا ضرورية أن السحنة البيضاء والشعر الأشقر والعيون الزرق لن تنطلي على يقظة عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، الذي يوجد بالمرصاد لكل من سولت له نفسه ترويع الآمنين.