أكد مركز التفكير الكولومبي المتخصص في التحليلات السياسية والاستراتيجية بأمريكا اللاتينية "سيبيلاتام" أن الرسالة التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى المؤتمر الحكومي الدولي من أجل المصادقة على الاتفاق العالمي حول الهجرة الآمنة والمنظمة و المنتظمة، الذي انعقد يومي 10 و11 دجنبر الحالي بمراكش، تبرز التزام جلالة الملك بشأن "كونية حقوق الانسان وحقوق المهاجرين". وفي مقال خصصته لهذا المؤتمر، أبرزت مديرة مركز "سبيتيلام"، كلارا ريفيروس، أن جلالة الملك وجه إلى المشاركين في هذا المؤتمر رسالة "قوية بمضمون حافل بالدلالات يعكس تفكيرا مهيكلا و متينا في مجال كونية حقوق الانسان وحقوق المهاجرين". وتابعت المحللة السياسية الكولومبية قائلة إن "تبصر وكفاءات وكذا قدرات جلالة الملك باعتبار جلالته مبدعا استراتيجيا في المجال السياسي مكنت المغرب من الإشعاع في الأحداث الكبرى المتعلقة بتحديات القرن ال 21"، مبرزة أن جلالة الملك شدد مجددا على كونية حقوق الانسان بالتأكيد على أنه "ينبغي ألا تكون المسألة الأمنية مبررا لخرق حقوق المهاجرين، فهي ثابتة وغير قابلة للتصرف". وسجلت مديرة "سبيلاتام" أنه بالنسبة لجلالة الملك فإن "تواجد أي مهاجر في هذا الجانب أو ذاك من الحدود، لا ينقص من إنسانيته وكرامته، ولا يزيد منها". وتطرقت كاتبة المقال إلى الدور الذي يلعبه المغرب في مجال الهجرة حيث أبرزت أن جلالة الملك حرص على التشديد على أن اهتمام المملكة بهذه المسألة "ليس وليد اليوم ولا يرتبط بظرفية طارئة". وأوردت المحللة السياسية الكولومبية تشديد جلالة الملك على أن هذا الاهتمام "نابع من التزام أصيل وطوعي، يجد تجسيده الفعلي في سياسة إنسانية في فلسفتها، شاملة في مضمونها، وعملية في نهجها، ومسؤولة في تطبيقها. فرؤيتنا تقوم أساسا على استشراف المستقبل، بما يضمن تنظيم حركية الأشخاص". وأضافت مديرة مركز "سبيلاتام" أن جلالة الملك أكد ضرورة تحقيق توازن سليم بين الواقعية والطوعية، وبين المصالح المشروعة للدول، واحترام الحقوق الإنسانية للمهاجرين. وفي هذا السياق قال صاحب الجلالة الملك محمد السادس إنه "من الطبيعي إذن، أن تتوافق رؤيتنا على الصعيدين الوطني والقاري، مع التزامنا على المستوى الدولي، من خلال الميثاق العالمي"، كما نقلت ذلك المحللة السياسية الكولومبية، مضيفة أن رؤية والتزام جلالة الملك في هذا المجال يندرج في"إطار البحث عن توافقات خلاقة، بين إدارة الحدود، وضرورة صون الحقوق الإنسانية للمهاجرين، وبين الهجرة والتنمية". وكتبت أن جلالة الملك أنحى باللائمة بشكل خاص على المقاربة الأمنية في معالجة مسألة الهجرة مؤكدا أن مؤتمر مراكش يمهد الطريق أمام "خيار يضع السيادة التضامنية في مواجهة القومية الإقصائية، وتعددية الأطراف مقابل الانغلاق والمسؤولية المشتركة ضد اللامبالاة المكرسة مؤسساتيا". وذكرت بأنه اعترافا بوجاهة مقاربة جلالة الملك في مجال الهجرة، تم اخيار جلالته من قبل قادة الدول الافريقية كرائد الاتحاد الإفريقي في موضوع الهجرة.