قال عبد الكريم بنعتيق، اليوم الاثنين بالصخيرات، إن مغاربة العالم "لهم الحق في الاستفادة من الانتاجات الفنية والثقافية المغربية، مضيفا أن وزارته "سبق أن التزمت بتقديم عروض مسرحية بالعربية، وها هي اليوم ترفع التحدي وتلتزم على أرض الواقع بتقديم عروض مسرحية أمازيغية لأبناء الجالية".. جاء ذلك في كلمة افتتاحية ألقاها الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، اليوم الاثنين 22 أكتوبر 2018 خلال الإعلان رسميا عن انطلاق برنامج طموح يروم تقديم 51 عرضا مسرحيا بالأمازيغية بعدد من بلدان الاستقبال ويهدف إلى تطوير العرض الثقافي الموجّه لمغاربة العالم، وذلك خلال حفل حضره ثلة من المسرحيين والفنانين المغاربة والعديد من الوجوه السياسية والحقوقية ووسائل إعلام مختلفة بالمركز الدولي للندوات محمد السادس بالصخيرات.. جانب من الحضور وفي مستعل كلمته، قال بنعتيق :"نعطي اليوم انطلاقة 51 عرضا مسرحيا ستقدمه 12 فرقة، ستزور مناطق العالم بكل القارات، وهي بداية لمجموعة من المشاريع الثقافية التي ستشمل باقي الفنون بما فيها السينما والموسيقى، لأن أبناء الجالية لهم الحق في اقتسام أي لحظة إبداعية داخل الوطن". الحسين الشعبي في كلمة باسم الفرق المسرحية المشاركة ويأتي هذا البرنامج، تنزيلا للمقتضيات الدستورية التي تجعل من الأمازيغية لغة رسمية للمملكة ورافدا من روافد الثقافة المغربية، واستجابة لمتطلبات وانتظارات الجالية المغربية التي تتميز بتعددها وتنوعها الثقافي واللغوي. دنيا بوتازوط إلى جانب نعمان لحلو وبهذا الصدد، اعتبر بنعتيق أن "هذه الانطلاقة تعد لحظة تاريخية واستثنائية بكل المقاييس"، مضيفا أن وزارته اليوم تساهم بشكل متواضع في تنزيل دستور 2011 على أرض الواقع.. وتندرج هذه العروض، التي سيتم تقديمها من طرف 12 فرقة من مختلف جهات المملكة، في إطار تنفيذ الإستراتيجية الوطنية التي أعدتها الوزارة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، لفائدة مغاربة العالم، البالغ عددهم حوالي 5 ملايين مواطن ومواطنة والمتواجدين بأكثر من مائة دولة عبر العالم.. وجوه فنية وسياسية وحقوقية حضرت الحفل وأكد بنعتيق أن "مغاربة العالم يحظون بأهمية كبيرة لأنهم جزء من مشروع ديمقراطي حداثي، ولهم أولوية كبيرة في كل الظروف"، مضيفا أن هذا التوجه هو "الذي نترجمه اليوم على أرض الواقع”. ويأتي هذا البرنامج الطموح، الذي يروم تقديم 51 عرضا مسرحيا بالأمازيغية بعدد من بلدان الاستقبال وبهدف تطوير العرض الثقافي الموجّه لمغاربة العالم، في إطار شراكة بين الوزارة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وذلك تنزيلا للمقتضيات الدستورية التي تجعل من الأمازيغية لغة رسمية للمملكة ورافدا من روافد الثقافة المغربية، واستجابة لمتطلبات وانتظارات الجالية المغربية التي تتميز بتعددها وتنوعها الثقافي واللغوي. وفي هذا الصدد أكد الحسين مجاهد، الكاتب العام للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، في كلمة له بالمناسبة أن هذا البرنامج هو "مبادرة واعدة انبثقت عن شراكة بين وزارة الجالية والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية". وأضاف مجاهد أن "ما يعطي رونقا متميزا لهذه المبادرة هو كونها متزامنة مع الاحتفالات بخطاب أجدير". وفي كلمة له نيابة عن الفرق المسرحية المشاركة، اعتبر الفنان المسرحي الحسين الشعبي، أن مبادرة وزارة بنعتيق ستزيد من تعميق الرعاية التي ما فتئ الفنانون الأمازيغ ينادون بها.. وتجدر الإشارة إلى أن اتفاقية الشراكة بين الوزارة والمعهد، تهدف إلى إرساء آلية دائمة للتشاور والتنسيق قصد النهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين لدى المغاربة المقيمين بالخارج، وذلك من خلال تنظيم تظاهرات ثقافية، سواء بالمغرب أو بالخارج، في مجالات الثقافة والتعابير الأدبية والفنية (الشعر والمسرح والموسيقى والأدب الأمازيغي)، والعمل على إدراج البعد الأمازيغي ضمن برامج المراكز الثقافية المغربية التي تحدثها الوزارة، وتنظيم دورات تكوينية لفائدة المدرسين لتعليم اللغة الأمازيغية، بتنسيق مع جمعيات مغاربة العالم، وكذا توفير الوسائل الديداكتيكية والبيداغوجية الضرورية. وقد تم إحداث لجنة مشتركة تضم ممثلين عن الوزارة والمعهد ُعهد إليها بتحديد التوجهات الأساسية للعمل المشترك بين الطرفين، والمصادقة على مشاريع البرامج والسهر على تنفيذها وتقييمها. وتمثل الفرق المسرحية المنتقاة مختلف أطياف اللغة الأمازيغية من كل جهات المملكة، كما تتميز العروض المسرحية المقترحة، بتنوع أشكالها التعبيرية، حيث اختارت بعض الفرق المسرحية النوع الكوميدي، الذي يهدف إلى تحقيق التسلية والفرجة عند الجمهور في أسلوب أدبي مضحك يجمع بين السخرية وإحداث الشعور بالمتعة، فيما اعتمدت عروض مسرحية أخرى نصوصا درامية في بنائها تصور وضعيات حياتية مُعاشة بشكل مأساوي، قد تكون في شكل أحدات تاريخية، أو مستوحاة من التراث والأدب الشعبي. كما اختارت بعض الفرق المسرحية الشكل التجريدي في التعبير المسرحي وذلك بالاعتماد على أدوات فنية تعتمد على الخيال والرمزية، من خلال إبراز أشكال تعبيرية جسدية، ومحكية، وفق لغة تعتمد الأسلوب الشعري والقصصي والتجربة العاطفية للإنسان.. وبالإضافة إلى هذه الألوان المسرحية، المتنوعة والمتعددة، التي تشمل كل أنواع التعبير المسرحي، ارتأت بعض الفرق المسرحية أن تقدم عروضا تنتمي إلى المسرح الفردي أو المونو- دراما، وهو هذا أسلوب ينبني على المونولوج في تقديم النص المسرحي، يحكي رؤية الممثل للعالم والشخصيات والذات من خلال استحضار أحداث وشخصيات وأفعال عاشها الراوي تجمع مابين المتخيل والواقعي.. وتهدف جل العروض المسرحية، التي ستشارك بها هذه الفرق في الجولات المسرحية لفائدة مغاربة العالم، إلى تحقيق الهوية والذات الأمازيغيتين، من خلال التعبير عن أمالهما وطموحاتهما وإبراز خصوصيتهما..