عاشت مدينتي الرباطوسلا هذه الليلة على وقع عروض فنية استثنائية قدمها فنانون عالميون ومحليون وعرب على رأسهم الفنانة الكبيرة ماجدة الرومي، وتميزت العروض بحضور آلاف المواطنين الذين يعشقون الموسيقى ويحبون الحياة ويقبلون عليها، وضد في دعاة الظلام وناشري فكر الموت والبؤس تحدى المغاربة دعوات مقاطعة المهرجان العالمي وحضروا بكثافة نادرة. وقبل أن يعتلي المنصة المغني والعضو المؤسس لأركسترا بوليريتمو دكوتونو، فانسون أهيهيهينو، قال في ندوة صحفية إن "الثقافة التي لا تنفتح على الحضارات الأخرى، تندثر". وألهب المغني المذكور، الذي أحيى حفلا فنيا بمنصة أبي رقراق المنصة الإفريقية، إلى جانب عضوين مؤسسين آخرين لمجموعة "بوليريثمو" الشهيرة وهما بيير لوكو (الغناء وقرع الطبول) وغوستاف بينثو (الكمان ، رئيس الأركسترا)، (ألهب) حماس جمهور الموسيقى الأصيلة التي تعبر عن مكنونات قارة لا تكشف عن كنوزها إلا لمن يصغي إليها سمعا ويأتيها بروحه قبل أذنه وعقله. وإلى جانب تقديم عرض فني راقي وعريق اعتبر المشاركة في مهرجان موازين شرفا كبيرا له وأعظم الشرف الانفتاح على الفن المغربي. وتعد أركسترا بوليريتمو دكوتونو واحدة من أكبر المجموعات الفنية الإفريقية وأقدمها على الإطلاق. وتقدم المجموعة ألوانا فنية متنوعة تجمع بين الموسيقى التقليدية بالبنين وفن "السول" و"الفانك" الأمريكيين"، وموسيقى "الأفروبيت" النيجيرية، وإيقاعات "الرومبا" الكونغولية، وإيقاعات "الهاي لايف" بغانا، فضلا عن الإيقاعات الأفرو-كوبية. وبمنصة النهضة كان للجمهور موعد مع الوجه الجديد للأغنية الشبابية المغربية، أمينوكس، الذي قدم لجمهوره حفلا باهرا، تم إعداده وفق معايير دولية، واستعد لهذا العرض منذ ثلاثة أشهر بمساعدة طاقم من التقيين البريطانيين والمغاربة. وفي تفاعل مع الجمهور قدم الفنان الشاب أغنية جديدة اقترح على الجمهور عنوان لها. الدي جي المغربي ، حميدة، اعتلى منصة سلا، مرفوقا بنجم الراب "ليك" ألهب الجمهور بمعزوفات من ألوان مختلفة مثل " ديكونيكتي" أو "خارج التغطية". فمهرجان موازين إيقاعات العالم يختار لنفسه في كل دورة مسارا مميزا ، يفرد مساحاته لكل الابداعات والألوان الموسيقية القادمة من كل الجغرافيات في تمازج يستجيب لكل الأذواق وأيضا لروحه كمهرجان اختار له رسالة ملؤها الحب والسلام والتعايش . وخلافا لما يزعمه دعاة المقاطعة عرفت باقي المنصات التي اختارها منظمو حفلات موازين حضورا كثيفا للجمهور، كما عرفت اختيار عروض متميزة لهذه الليلة. وما زال دعاة المقاطعة يتلقون الضربات القوية من قبل عشاق الفن.