يتيح انضمام المغرب إلى البرلمان الإفريقي، والذي تكرس رسميا اليوم الإثنين لدى افتتاح الدورة السادسة العادية لهذه المؤسسة القارية، الفرصة لإسماع صوت المملكة، وتعزيز مساهمتها في ازدهار القارة الإفريقية. وقد أدى خمس نواب يمثلون فرقا برلمانية مختلفة اليمين بمقر هذه المؤسسة الإفريقية بميدراند ( قرب جوهنسبورغ) ، تحت تصفيق النواب الأفارقة. ورحب عدد كبير من النواب الأفارقة بانضمام المغرب ، مشيرين إلى أن ذلك يشكل مسارا منطقيا منذ العودة المظفرة للمملكة إلى الاتحاد الإفريقي . وقال أمين حسان عمر، عضو البرلمان الإفريقي :" إن المغرب بلد إفريقي كبير ، يضطلع بدور مؤثر في القارة " متوقعا أن يساهم المغرب، بتقدمه الديموقراطي والسياسي والاقتصادي، بفعالية في النقاشات داخل البرلمان الإفريقي. وأضاف أن حضور النواب المغاربة بهذه المؤسسة سيمنح بعدا جديدا وهاما لأشغالها بما يحقق التقدم السياسي والاقتصادي للقارة . أما بالنسبة للنواب المغاربة، فإن العداد انطلق لممارسة تعبئة فعالة بغرض إسماع صوت المملكة من جهة ، وللمساهمة من جهة أخرى في تعزيز دور البرلمان الإفريقي في معالجة قضايا التنمية بالقارة. ويرى السيد نور الدين قربال عن فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، أن المرحلة الراهنة التي تأتي في أعقاب العودة التاريخية للمغرب للاتحاد ، تعد غاية في الأهمية، ذلك أن البرلمان الإفريقي يعد مؤسسة استراتيجية توفر إطارا هاما لإسماع صوت المملكة من خلال التفاعل المكثف مع البرلمانيين الأفارقة . وأضاف النائب البرلماني، أن مراحل أخرى ترتسم في الأفق، في إطار تنشيط دينامية الديبلوماسية البرلمانية عبر مجموعات الصداقة مع باقي المؤسسات التشريعية الإفريقية ، مشيرا إلى أن عمل الدبلوماسية البرلمانية يظل أداة أساسية لتعزيز إشعاع المملكة بإفريقيا. ومن جهته، وصف محمد الزكراني، عن فريق التجمع الدستوري بمجلس النواب، انضمام المغرب للبرلمان الإفريقي بأنه لحظة تاريخية. والواقع أن النواب المغاربة مدعوون داخل هذه المؤسسة إلى اغتنام هذه الفرصة لأداء دورهم بفعالية، وبالتالي مواكبة الدينامية التي تم إطلاقها في القارة بفضل جهود جلالة الملك محمد السادس الرامية إلى تعزيز الحضور القاري للمملكة. ومن جهته، قال عبد اللطيف أبدوح عن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس المستشارين إن النواب المغاربة مطالبون اليوم بتسجيل حضور إيجابي عبر مشاركة فعالة في أشغال مختلف هيئات ولجان المؤسسة التشريعية الإفريقية. وأوضح النائب أن الخبرة الكبيرة التي راكمها المغرب في مجال ترسيخ الممارسة الديمقراطية وثقافة حقوق الإنسان تشكل مكسبا مهما بالنسبة لبرلمان إفريقيا؛ مضيفا أن انضمام المملكة لهذه المؤسسة ينسجم مع سياسة انفتاح المغرب على القارة. وأوضحت النائبة مريم أوحساتا، عن فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، أن هذا الانضمام يشكل فرصة لتعزيز دور المغرب في القارة والتعريف بالجهود التنموية التي بذلها المغرب في جميع المجالات. وأضافت أن الأمر يتعلق بتنمية تكرس انفتاح المغرب على القارة؛ موضحة أن برلمان إفريقيا سيشكل منتدى متميزا للدفاع عن مصالح المغرب، وخصوصا وحدته الترابية. ومن جانبه، اعتبر يحفظه بنمبارك، عن الفريق الحركي بمجلس المستشارين، أن ترسيم انضمام المغرب للبرلمان الإفريقي يشكل لحظة قوية. ويتعلق الأمر، حسب بنمبارك، بمكسب جديد ينضاف إلى المنجزات التي حققتها المملكة في إفريقيا بفضل العمل الدؤوب لجلالة الملك في القارة، مؤكدا أن من شأن هذا الانضمام تعزيز دور الدبلوماسية البرلمانية من أجل تقوية حضور المملكة في القارة خدمة للسلم والتنمية المستدامة. ويأتي الانضمام إلى برلمان إفريقيا ليعزز مكانة المغرب على الساحة الإفريقية وليمنح بعدا جديدا لمساهمة المملكة في جهود التنمية السياسية والتشريعية والاقتصادية بالقارة. كما يعد استكمالا لانضمام المغرب إلى مختلف هيئات الاتحاد الإفريقي. ويعتبر البرلمان الإفريقي مجلسا استشاريا للاتحاد الإفريقي يضم نوابا من الدول الأعضاء بالاتحاد الإفريقي. وتم إحداث هذه المؤسسة بموجب المادة 5 من الميثاق التأسيسي للاتحاد الإفريقي، وشرعت رسميا في ممارسة اختصاصاتها يوم 18 مارس 2004. ويؤطرها بروتوكول المعاهدة المؤسسة للمجموعة الاقتصادية الإفريقية التي تحدد قواعد ومبادئ اشتغالها. يشار إلى أن كل دولة عضو ممثلة داخل برلمان عموم إفريقيا بخمسة برلمانيين ينتمون للأغلبية والمعارضة، من بينهم امرأة واحدة على الأقل، يتم انتخابهم أو تعيينهم من طرف برلماناتهم أو المؤسسات التشريعية الوطنية. ويعقد البرلمان الإفريقي دورتين عاديتين على الأقل سنويا. ويتوفر على عشر لجان دائمة تغطي اختصاصاتها جميع أوجه الحياة السياسية، والسوسيو اقتصادية، والثقافية بالقارة. ويتكون مكتب البرلمان من رئيس وأربعة نواب للرئيس يمثلون الجهات الجغرافية الخمس للقارة.