سلمت الرابطة اليهودية العالمية لأرشيف المغرب، أمس الثلاثاء بالرباط، نسخا رقمية من أرشيفاتها، وذلك خلال حفل شارك فيه مستشار جلالة الملك أندري أزولاي، ورئيس الرابطة اليهودية العالمية، مارك أيزينبرغ، والرئيس والكاتب العام للمفوضية الفرنسية للأرشيفات اليهودية، جون-كلود كوبيرمينك وأرييل دانان، ووزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج وعدد من الشخصيات. وأكد مدير أرشيف المغرب جامع بيضا، خلال ذات الحفل، أن تاريخ اليهودية بالمغرب لا يمكن اختزاله في صور نمطية، بل "هو أكثر غنى ومتنوع ومختلف" و"يندرج في التاريخ المشترك لكافة المغاربة". وأبرز بيضا أن التراث اليهودي المغربي "متجذر في تاريخ المغرب منذ أزيد من قرنين ويعتبر موضوع عدة أعمال للتأهيل والتثمين، يعكسها بشكل جيد تسليم هذه الوثائق". وأضاف أن "تجديد الأرشيفات اليهودية واجب للذاكرة التي اصبحت تهم كل مكونات هويتنا"، مشيرا إلى أن الدستور المغربي لسنة 2011 كرس تنوع مكونات ومصادر الثقافة المغربية. واستعرض مدير أرشيف المغرب أيضا المبادرات التي قامت بها المملكة من أجل تثمين التراث اليهودي العبري بالمملكة، خاصة من خلال إحداث جمعيات ومجموعات بحث مخصصة لتثمين التراث اليهودي، وترميم المعابد والمقابر، وإنتاج الوثائق والأعمال السينمائية التي تهتم بتاريخ اليهود المغاربة، وإعادة تأهيل الملاح بمراكش وتدشين مركز للدراسات والأبحاث أبراهام زغوري حول القانون العبري مؤخرا بمدينة الصويرة. وأشار إلى أن أرشيف المغرب بذل جهودا كبيرا من أجل إغناء مجموعات الأرشيف وإعطاء دفعة للبحث الأكاديمي حول اليهودية بالمغرب، مذكرا بأن عمل الرابطة اليهودية العالمية بالمغرب منذ سنة 1862 أسفر عن رصيد وثائقي غني من الاهمية بمكان بالنسبة لتاريخ المغرب "يتعين الحفاظ عليه". من جانبه، قال الأمين العام للمفوضية الفرنسية للأرشيفات اليهودية، أرييل دانان، إن توقيع اتفاقية شراكة بين أرشيف المغرب والرابطة اليهودية العالمية يؤكد توجهات "مغرب متعدد يعترف بمختلف هوياته"، مضيفا أن تسليم هذه الأرشيفات" لمؤسسة أرشيف المغرب سيمكن من استحضار التاريخ الحقيقي المسالم والمتسامح للمملكة تجاه الديانات". وأضاف أن الاتفاقية المذكورة لا تتعلق فقط بتسليم جزء من الأرشيفات الرقمية، يقدر ب 1100 ملف، بل ترسي لبنات "تعاون مستقبلي يشمل تبادل الأرشيفات وتثمين الإرث اليهودي المغربي"، مشيدا بالجهود التي تبذلها المملكة المغربية بغية تثمين هذا الإرث وإرساء أسس متينة لتسامح الديانات.