حظيت السياسة الإفريقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بإشادة عالية اليوم الأربعاء ببرشلونة خلال " منتدى تنمية وتطوير الأعمال في شمال إفريقيا " الذي نظم في إطار الدورة 11 للملتقى السنوي لحوض البحر الأبيض المتوسط للقادة الاقتصاديين ( ميدا ويك 2017 ) . وقال ألبير ألسينا الرئيس المدير العام ومؤسس " مديترانيا كابيتال بارتنرز" في كلمة خلال هذا المنتدى إن صاحب الجلالة الملك محمد السادس كان له الفضل في إعطاء مكانة خاصة للبعد الاقتصادي في السياسات والاستراتيجيات التي اعتمدتها المملكة اتجاه القارة الإفريقية. وأكد الرئيس المدير العام ل " مديترانيا كابيتال بارتنرز " الذي هو صندوق إقليمي للاستثمار الخاص يركز تدخلاته بالخصوص على منطقة شمال إفريقيا وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء أن مبادرات جلالة الملك في هذا الاتجاه حفزت البنوك والشركات والمقاولات المغربية الكبرى على دعم وتعزيز حضورها في إفريقيا جنوب الصحراء كما شجعتها على الاستثمار في مختلف القطاعات . وأضاف أن العديد من المقاولات الصغرى والمتوسطة في المغرب " سارت بدورها على هذا النهج " مشيرا إلى أن هذا التوجه من شأنه أن يخلق بلا شك ثروة كبيرة سواء للمغرب أو لبقية الدول الإفريقية . واستعرض ألبير ألسينا التقدم الاقتصادي الذي أحرزه المغرب في السنوات الأخيرة والذي تمثل بالخصوص في نمو مسترسل بفضل الاستقرار الذي تعيشه المملكة والذي يساهم بشكل كبير في استقطاب وجذب المستثمرين الأجانب . ومن جهتها أكدت أسماء العلوي الرئيسة المديرة العامة لمؤسسة " أفريكا كي بارتنرز " وهو مكتب دولي للاستشارات والتسويق في إفريقيا أن المغرب هو ثاني أفضل وجهة في القارة الإفريقية بالنسبة للاستثمار الأجنبي المباشر حسب مؤشر " أفريكا أنفيستيمنت 2016 " . وأوضحت أن المملكة المغربية تشهد نموا اقتصاديا متينا كما أنها تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي يستقطب العديد من المستثمرين الأجانب الجدد مشيرة إلى أن المغرب يوجد بفضل هذا التموقع الجيوستراتيجي والاقتصادي في وضع جيد يتيح له أن يكون بمثابة منصة للولوج إلى هذه الأسواق التي تضم ما يقارب مليار مستهلك في كل من أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط . وكان عبد الرحيم بن ياسين مدير الشراكة بوكالة التنمية الفلاحية قد أكد في عرض قدمه أمام إحدى جلسات " منتدى تنمية وتطوير الأعمال في شمال إفريقيا " التي خصصت لبحث ومناقشة موضوع " الأنشطة الفلاحية .. محرك للتنمية " على أهمية القطاع الفلاحي بالمغرب باعتباره يشكل آلية أساسية ومحورية في النسيج الاقتصادي الوطني مشيرا إلى أن هذا القطاع يساهم بنسبة 19 في المائة من الناتج الداخلي الخام كما يشكل أكبر مشغل بالمغرب . وأشار في هذا الصدد إلى أهمية مخطط المغرب الأخضر الذي اعتمدته المملكة والذي يروم بالأساس جعل الفلاحة قطاعا ذا مردودية عالية له القدرة على أن يكون محرك للاقتصاد بمختلف مكوناته إلى جانب محاربة الفقر والتهميش خاصة بالعالم القروي . ومن جانبه أكد حسن السنتيسي الإدريسي رئيس الجمعية المغربية للمصدرين على أهمية الإمكانيات التي يتوفر عليها المغرب في مجال التصدير بمختلف قطاعات ومكونات وروافد الأنشطة الاقتصادي ويهدف الملتقى السنوي لحوض البحر الأبيض المتوسط للقادة الاقتصاديين ( ميدا ويك 2017 ) الذي ينظم بمبادرة من جمعية غرف التجارة والصناعة للبحر الأبيض المتوسط ( أسكامي ) بشراكة وتعاون مع الاتحاد من أجل المتوسط وغرفة التجارة ببرشلونة والمعهد الأوربي للبحر الأبيض المتوسط وعدة منظمات وهيئات إقليمية ودولية إلى أن يصبح منصة متوسطية بامتياز موجهة لبحث مختلف القضايا والمواضيع التي تهم تحقيق التنمية المستدامة بالمنطقة المتوسطية وتفعيل حركية التعاون والشراكة بين الفاعلين الاقتصاديين وأرباب المقاولات . ويتميز هذا الملتقى الدولي الذي يحضره أزيد من 1000 من الفاعلين الاقتصاديين وأرباب الشركات والمهنيين وممثلي الغرف المهنية والجمعيات المهنية والفاعلين السياسيين بمنطقة حوض البحر المتوسط بتنظيم العديد من المنتديات واللقاءات تتضمن في المجموع أزيد من 60 جلسة عمل و 200 متدخلا يمثلون 35 بلدا ستتمحور جميعها حول أهم القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي تهم حوض البحر المتوسط وآليات تطوير اقتصاديات بلدان المنطقة بالإضافة إلى التحديات التي تطرحها التحولات المتسارعة لمكونات الاقتصاد العالمي . وتبحث هذه الجلسات والملتقيات التي يؤطرها خبراء ورجال أعمال إضافة إلى الفاعلين الاقتصاديين وممثلي الجمعيات المهنية بالحوض المتوسطي مجموعة من المحاور التي تشكل مرتكزات لاقتصاديات بلدان المنطقة المتوسطية خاصة منها قطاع النسيج والطاقات المتجددة والموارد المائية والمالية الإسلامية بالإضافة إلى التنمية البشرية مع استكشاف الفرص المتاحة للاستثمار بمنطقة المغرب العربي وإفريقيا . كما سيتم التركيز خلال هذه الدورة التي تحتضنها ( كاسا لودجا دي مار ) في قلب برشلونة على مدى ثلاثة أيام ( 22 /24 نونبر ) على بحث آفاق الشراكة والتعاون في قطاعات " الطاقة الشمسية " و " الاقتصاد الدائري " و " التنمية الاقتصادية الحضرية " و " صناعة النسيج " وغيرها . وموازاة مع هذه اللقاءات سيتم في إطار نفس هذا الحدث الدولي تنظيم الدورة التاسعة للمنتدى المتوسطي لسيدات الأعمال الذي ستحضره أزيد من 70 من سيدات الأعمال ببلدان ضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط ويشكل هذا المنتدى فرصة لتقاسم التجارب والخبرات في مجال الأعمال والاستثمار بين سيدات الأعمال بالمنطقة المتوسطية إلى جانب بحث التصورات الكفيلة بتنمية وتطوير العلاقات التجارية مع مناقشة آليات ومرتكزات تطوير دور النساء في تحقيق التنمية الاقتصادية بالحوض المتوسطي .