أثارت جريدة الشروق الجزائرية موضوع مرتبط بالأوضاع الاجتماعية المزرية التي تمر منها الجزائر، ويتعلق الأمر بالإقبال الكبير والذي تضاعف من جميع شرائح المجتمع من موظفين في سلك التعليم والشرطة وفي القطاع العمومي بصفة عامة يتوافدون على محلات" الشيفون " لشراء الملابس المستعملة الشتوية لأبنائهم. وأكدت صاحبة المقال بالحرف أن " دخول محلات بيع "الشيفون" والأحذية المستعملة هذه الأيام لم يعد مقصد الفقراء والمحتاجين لوحدهم، بعد أن زاحمهم إليها مع اقتراب فصل البرد، ذوو الدخل المتوسط وميسورو الحال من نساء ورجال. وأضافت انه بمجرد أن تمر أمام محلات وأسواق بيع ملابس وأحذية" البالة"، يلفت انتباهك إقبال غير مسبوق واكتظاظ قد لا تجده في محلات بيع الألبسة الجديدة المستوردة.. شباب ورجال ونساء لا يبدو عليهم الحاجة الملحة التي تضطرهم إلى اقتناء ملابس الشتاء من "الشيفون"!. وحسب جولة استطلاعية قامت بها صاحبة المقال عبر محلات بيع الألبسة والأحذية الجديدة المستوردة من دول أوربية، خلصت على أن الأسعار خيالية وشراء شيء واحد يضاهي راتبا شهريا لموظف بسيط.. معاطف ب4 ملايين سنتيم وفساتين شتوية تتجاوز مليون سنتيم، والأقمصة المستوردة من فرنسا وإسبانيا تتراوح ما بين 3000دج و7000دج.. سراويل كلاسيكية و"الجين" لا تقل أسعارها عن 3000دج. وأمام الأرقام الخيالية لأسعار الملابس " قالت سيدة في عقدها الرابع كانت برفقة أبنائها الثلاثة وهي تتنهد في حسرة: "كيف يمكن لي أن أدفع ما قيمته 6000دج لأشتري 3 قمصان بالية لأولادي.. لقد تفحصت أغلبها ووجدتها لا تصلح حتى لشهر واحد". وأردفت مستنكرة: "هذا المعطف الذي يشير ابني إليه يبلغ ثمنه 1800دج، إنه يبدو باليا جدا". ومواطن أخر قال " وتضيف كاتبة المقال... تدني الدينار كارثة لحقت بنا.... ملابس مستوردة بسعر الذهب ما كان علينا إلا أن نلجأ مرغمين إلى الشيفون بعد أن كنا نعيب في وقت مضى على من يقبل عليه" قالها أحد زبائن محل بالقبة امتلأ بملابس وأحذية بالية من صنع إسباني. وفي تعقيب على هذا الموضوع استنكر احد المواطنين ما ألت إليه الأوضاع في الجزائر وقال ساخرا " لا يوجد شخص عاقل يفضل الشيفون على الجديد، ولكن الله غالب وصل الموس للعظم ....وأضاف أن بوتفليقة بلغ مراده و جوع الشعب و أفقره و خلاه يلبس الشيفون "