استردت الحكومة المركزية العراقية السيطرة على أراض في مختلف أنحاء شمال البلاد من الأكراد، يوم أمس الثلاثاء، موسعة نطاق حملة مفاجئة ومؤثرة أدت لتغير ميزان القوى في البلاد بين عشية وضحاها. وفي اليوم الثاني من حملة خاطفة نفذتها الحكومة لاستعادة مدن وقرى من القوات التابعة لإقليم كردستان العراق انسحبت قوات البشمركة الكردية من منطقة خانقين المتنازع عليها منذ فترة طويلة والقريبة من الحدود مع إيران. وسيطرت القوات الحكومية على آخر حقلين للنفط في محيط كركوك، المدينة التي يقطنها مليون نسمة والتي انسحبت منها قوات البشمركة يوم الاثنين مع تقدم القوات الحكومية. وقلصت العملية الحكومية مكاسب الأكراد الذين أثاروا حفيظة بغداد في الشهر الماضي بإجراء استفتاء على الاستقلال. وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن استفتاء استقلال إقليم كردستان "انتهى وأصبح من الماضي". وفي مؤتمر صحفي في بغداد دعا العبادي إلى حوار مع القيادة الكردية "تحت سقف الدستور". ويحكم الأكراد ثلاثة أقاليم جبلية في شمال العراق في منطقة تحظى بالحكم الذاتي وسيطروا على المزيد من الأراضي في الشمال معظمها بعدما ساعدوا في طرد تنظيم الدولة الإسلامية منذ عام 2014. وأصدر العبادي أمرا لقواته يوم الاثنين برفع العلم العراقي على جميع المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد خارج إقليم كردستان نفسه. وحققت القوات نصرا سريعا في كركوك ووصلت إلى قلب المدينة خلال أقل من يوم. وساهم القتال في إحدى مناطق إنتاج النفط الرئيسية في العراق في عودة مخاطر ارتفاع أسعار الخام. وبعد شهور من تداول النفط في نطاق محدود تجاوز سعر خام القياس العالمي برنت 58 دولارا للبرميل. وقال مسؤولون في قطاع النفط ببغداد إن كل الحقول القريبة من كركوك تعمل بشكل طبيعي يوم الثلاثاء بعد أن سيطرت الحكومة على آخرها. وكركوك مقر شركة نفط الشمال، وهي واحدة من شركتين عملاقتين للطاقة تمثلان كل إيرادات الحكومة تقريبا. وقال وزير النفط جبار اللعيبي إن بغداد ستحاول زيادة إنتاج حقوق كركوك إلى مثليه تقريبا ليتجاوز المليون برميل يوميا.