كشف المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، عن مهارات عالية في ضرب المافيا الدولية للاتجار في الكوكايين، وهي مهارات تضاف إلى خبرته التي راكمها في مجال مكافحة الإرهاب، حتى أصبح مضرب مثل في العالم وأصبحت تجربته مطلوبة دوليا، كنموذج للتصدي للخلايا الإرهابية، وأكد اليوم أنه يتقن العمل في أي مجال ولجه ويدخل ضمن اختصاصاته التي من أجلها تم تأسيسه، وأساسا محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة والعابرة للقارات وتبييض الأموال. بتفكيكه لشبكة للاتجار الدولي في الكوكايين يكون المكتب المركزي قد أنقذ البلاد من كارثة حقيقية كانت تتهدد شبابه، من خلال توزيع كمية كبيرة من الكوكايين الخام، القابل للتصنيع والمضاعفة ثلاث مرات، بمعنى سيكون الحجم الموجه للاستهلاك أكبر بكثير مما تم حجزه، لكن رجال الله من عناصر المكتب المركزي كانوا بالمرصاد لهذه المحاولة الكبيرة والمدروسة. الشبكة التي تم تفكيكها اليوم أخطبوطية بكل المعايير، فهي موزعة على مدن كثيرة، بمعنى كانوا يريدون توزيعها "بالتساوي" على المدن المغربية حتى ينتشر السم في كل ربوع المملكة، مع ما يرافق ذلك من جرائم أخرى، وهي شبكة شبيهة بالمافيات الدولية وخصوصا الموجودة في أمريكا اللاتينية، ولا تقل خطورتها عن المنظمات الإرهابية، والفرق الوحيد أن تجار الكوكايين يقتلون الشباب بالتقسيط وعلى مدى طويل بينما تجار الدين يقتلون في اللحظة وعبر التفجيرات والمسدسات. وسبق للمكتب المركزي أن فكك شبكة دولية السنة الماضية، كانت قادمة من أمريكا اللاتينية، حيث تم التدخل في عرض البحر لحجز كميات كبيرة من الكوكايين، واعتقال عدد من المتورطين، الذين تبين أن لهم شركاء في دول أخرى ناهيك عن مدن مغربية عديدة، وكانت هذه العملية إيذان بدخول البسيج زمن الحرب القوية والقاسية ضد الشبكات الدولية والعصابات العابرة للقارات، التي حاولت استغلال الأجواء الأمنية الهادئة لترويج المخدرات الصلبة، كما كانت تحاول أن تجعل من المغرب معبرا للكوكايين نحو أوروبا. ذكرنا العمليات الكبرى وهذا لا ينفي وجود عمليات صغرى في هذا المجال، مما يؤكد براعة الجهاز المذكور، في المجال المخول له، وهي براعة جعلته في مصاف الأجهزة الأمنية الدولية مثل الإف بي آي وغيرها من الأجهزة، التي تحارب كافة الجرائم التي لها امتدادات دولية وتستغل الانسياب البشري في ترويج السموم عبر العالم. البسيج يقف اليوم صلبا في وجه كل أنواع الجريمة المنظمة، وكل من سولت له نفسه الإساءة للمغرب يجده واقفا سدا منيعا، فقد حاول الإرهابيون تجريب حظهم في هذا البلد، فقام المكتب المركزي بضربهم في مقتل، حتى أصبح المغرب من أهداف داعش الأساسية لأنه حطم مشروعهم لنقل الموارد البشرية، كما يقوم بمحاربة تبييض الأموال، وهي جريمة تضرب الاقتصاد الوطني بشكل كبير، وها هو يدخل من الباب الواسع مجال محاربة الشبكات الدولية للاتجار في الكوكايين.