توفي صباح اليوم عماد العتابي، الذي تعرض لجرح خطير خلال مهاجمة جماعة الملثمين، المنتمية لحراك الريف لعناصر القوات العمومية، المكلفة بحفظ النظام العام، وقد تعرض العتابي، رحمة الله رحمة واسعة، لاعتداء أثناء رشق الحجارة في كل اتجاه من قبل الجماعة المذكورة، ويتحمل أعباء هذا الحادث المؤلم الذين أصروا على مخالفة القانون ناهيك عن ارتكاب جريمة إحداث الفوضى بالشارع العام، ومع ذلك لا يسع المرأ إلا القول إن ما وقع قضاء وقدر، ولا اعتراض على أقدار الله، التي تسري على كافة خلق الله. والإيمان بالأقدار هو نفسه الإيمان بالأسباب، حيث قامت الدولة بكل ما يجب عليها تجاه مواطن تعرض لجرح خطير في الشارع العام، حيث تم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي بالحسيمة، وفي اليوم التالي تم نقله على متن مروحية رفقة عنصرين من القوات العمومية كانت جروحهما خطيرة، نحو المستشفى العسكري بالرباط. ومنذ استقدام المرحوم إلى المستشفى العسكري وهو يتلقى العلاجات الضرورية، وظل تحت رعاية طبية مركزة، غير أن الأجل المحتوم سابق كل علاج، وتوفي إلى رحمة الله هذا اليوم، كما لم تتخل الدولة عن عائلته، وقامت بكل الواجبات التي تلزمها مثل هاته الحالة. وكما قلنا فإن الأقدار لا تنفي الأسباب، فإن السلطات المعنية فتحت تحقيقا تقوم به الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، وذلك قصد معرفة المسببات وراء الحادث وترتيب ما يلزم على ذلك من عقوبات، وحسب معلومات موثوقة فإن التحقيق سيسير إلى النهاية ومهما كانت، وسيظهر الحقيقة مهما كانت. هناك بعض المنتفعين يدفعون في اتجاه تأليب العائلة، لكن أخلاق المغاربة تقتضي "إكرام الميت دفنه" كما هو موجود في الأثر الشريف، ولا ينبغي تأخير الجنائز ما دام التأخير لن يقدم ولن يؤخر في التحقيق، بعدما قامت الشرطة العلمية بأخذ كل ما يلزم التحقيق. ودائما يوجد مسترزقون في القضايا بما فيها الموت، وهؤلاء ينبغي أن يتم إبعادهم بأية طريقة حتى لا يستغلوا وفاة مواطن لأغراض سياسية، ويحولون قضية دينية لأهداف الارتزاق الذي يمارسونه باسم حراك الريف.