يمكن لأي باحث في علم الاجتماع أن يلاحظ أن من يقف وراء حراك الريف، أصبح يوظف الأطفال بشكل بشع، إذ يتم استغلال أطفال في عمر البراءة، لا تُجاوز أعمارهم العاشرة، يتم دفعهم بأساليب متعددة إلى المشاركة في الأشكال الاحتجاجية، المرفوضة من قبل الجميع. وذكر متتبعون للحراك منذ انطلاقه أنه يتم حشد الأطفال وشحن عقولهم الطرية وتأجيجهم بالشارع العام، وذلك بعد تلقينهم للعديد من الشعارات، التي يستحيل أن يكون هؤلاء واعين بمغزاها ومضامينها. فما علاقة طفل في عمر الثامنة أو العاشرة بشعارات سياسية لا يستوعبها أحيانا كبار السن؟ وكانت مواقع وصفحات للفيسبوك روجت على أن الأمن اعتقل طفلا ظهر في شريط فيديو، وبعد التحري ظهر أن الشرطة استدعت والد الطفل باعتباره ضحية وليس متهما، وأثناء الاستماع إليه قال والد الطفل الضحية إنه يغيب كثيرا عن المنزل لأنه يشتغل بعيدا، وقد تم استغلال ابنه في تسجيل أشرطة مرئية مقابل 10 دراهم، إذ يتم تلقينه الكلام الذي يستظهره الطفل المغلوب على أمره، ويتم الترويج له على أنه ثورة أطفال. وليست هذه الحالة الوحيد بل هناك حالات متعددة لاستغلال الأطفال في قضية هم غير مؤهلين لولوجها، بل حتى من الناحية الدينية يعتبر الطفل غير مكلف بأي شيء، وكذلك في شؤون الحياة العامة لا يعتبر الطفل مكلفا حتى يبلغ سنة الرشد. والمؤسف أن كثيرا من الجمعيات الحقوقية، وعلى رأسها الجمعية المغربية المغربية لحماية الطفولة، تضم آذانها عن هذا الاستغلال البشع، وتقيم الدنيا ولا تقعدها على حالة منعزلة، لكنها هنا لا تريد إزعاج القائمين على الحراك، وبالتالي لم نسمع لها صوتا.