عدم فهم بعض الأمور قد يسيء تفسيرها وتحويرها بشكل خاطئ، خصوصا إذا تعلق الأمر بقرار عسكري سيادي يخص الوحدة الترابية للمملكة المغربية، بعد انسحاب المغرب من منطقة الكركرات، وقبلها المكالمة الهاتفية التي أجراها جلالة الملك محمد السادس مع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غويتيريس، واهم من يضن أن استجابة المغرب لطلب الأمين العام هزيمة، بل على العكس، هو تفكير صحيح وذكي لكسر شوكة الأعداء الذين خططوا لهذا الأمر منذ شهور، إنهم يريدون بدء الحرب من جانبنا، وهذا مرادهم من هذه الاستفزازات المتكررة، التي تجددت منذ أن عاد المغرب إلى مقعده في الاتحاد الإفريقي. و السؤال هنا، هل سيقوم المرتزقة بنفس الأمر أم أنهم سيناورون ويقومون بأخطر خطوة، ستكون أخر مسمار يدق في نعشهم، لأنه إذا لم تنسحب مليشياتهم من المنطقة العازلة، فلا مجلس الأمن و لا الأممالمتحدة قد تنفع في حل الاشكال.
فمباشرة بعد المكالمة الهاتفية التي أجراها جلالة الملك محمد السادس القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية مع الأمين العام للأمم المتحدة، أعطى جلالته تعليماته بالانسحاب الفوري لعناصر الدرك الحربي المغربي من الكركرات. وما لا يعلمه الكثيرون، أن هناك حشد ضخم للقوات المسلحة الملكية شد طريقه في اليومين الماضيين باتجاه معبر الكركرات .
فالمغرب لبّى دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بشكل سريع واحترم رؤيته لعدم التسبب في اشتباكات وانسحب بضع مئات الأمتار للوراء من المنطقة العازلة، لكنه بالمقابل ينتظر انسحاب المرتزقة ليس أمتار للوراء بل من المنطقة العازلة بأكملها إما إلى تندوف أو إلى موريتانيا الطريق التي أتوا منه.
فالمغرب مستعد لكل الاحتمالات، وما قام به اليوم يعتبر استنفاذا لكل الطرق الدبلوماسية، لكي لا يتم إلصاق "تهمة" الاعتداء، كما تريد مليشيات المرتزقة والجزائر، بل سيكون دفاعا عن النفس وعن المشروعية، وسنرى قريبا الشاحنات المغربية تمر من المعبر إلى إفريقيا بالراية والخريطة الكاملة للمغرب، وإن تم إيقافها سيتم التدخل وقتها بكل قوة.
وإذا لم تنسحب ميليشيات المرتزقة من المنطقة العازلة ستواجه الأمين العام وسيتدخل المغرب كذلك، وله الشرعية في ذلك بدون إلصاق التهم، كما تريد الجزائر و المرتزقة خاصة بعد الهزائم الدبلوماسية القاسية التي تلقتها والتهميش القاري في الآونة الأخيرة، حيث انطفأت شعلتها عبر سحب الاعترافات من أغلب الدول الإفريقية.