أوقع كمين نصبته عناصر الشرطة القضائية بأمن عين الشق بالدار البيضاء يوم الاثنين الماضي، بتنسيق مع ضابط الحالة المدنية بالتفويض بمقاطعة الحسني بالمكانسة، بإمبراطورين في البناء العشوائي بعد أن ضبطا متلبسين بتقديم رشوة للموظف. وعلم من مصادر أن الرجلين تقدما نحو الموظف بقسم الحالة المدنية وطلبا منه تسجيل عقود بيع حديثة، تخص بنايات عشوائية بمنطقة المكانسة، فرفض الأمر على اعتبار أن هناك تعليمات بعدم التصديق على مثل هذه العقود.
واقترح المتهمان على الموظف، المصادقة على العقود بتواريخ قديمة تعود إلى السنة الماضية، أي قبل ظهور مذكرة وزارة الداخلية، حتى لا ينكشف أمره في حالة ما تمت العودة إلى السجلات.
مقابل حصوله على مبلغ مالي قدره مليون سنتيم، 5000 درهم عن كل عقد، ورفض الموظف عرض المتهمين، غير أنهما أصرا على ذلك، معربين عن استعدادهما الاستجابة إلى كل طلباته، قبل أن يتظاهر بالموافقة.
فطلب منهما الاتصال به في اليوم الموالي، لينتقل فيما بعد إلى مركز للشرطة القضائية، ويخبر العناصر الأمنية بمحاولة الارشاء التي تعرض لها.
فتم التنسيق مع وكيل الملك الذي أمر بنصب كمين لهما لضبطهما متلبسين بمحاولة الارشاء، وعاودا المتهمين الاتصال بالموظف ليحدد معهما موعدا بإحدى المقاهي البعيدة عن المقاطعة، بدعوى درء كل الشبهات، فحضرا في الوقت المحدد، وقبلهما كانت عناصر الشرطة القضائية بزيها المدني قد وصلت إلى نفس المقهى.
وبعد ثواني من الحديث مع الموظف، طلب منهما المبلغ المالي المتفق عليه، فأخرجه احدهما من جيبه، لتتدخل عناصر الأمن وتلقي القبض عليهما.
وفتحت تحقيقا مع المتهمين، فأكدا من خلال التحقيق واقعة محاولة الارشاء والتزوير في محررات رسمية، وعند استفسارهما عما إذا كانا قد قاما بمحاولات سابقة في المجال، نفيا ذلك.