بعد أن فشل شخص من الحسيمة كان نكرة إلى حدود وفاة محسن فكري بائع السمك، والمسمى ناصر الزفزافي في حشد عدد كبير من المواطنين لمسيرته المزعومة، بمناسبة أربعينية الفقيد، شرع في إطلاق العنان للسانه قصد اختلاق الأكاذيب والأباطيل، في محاولة يائسة للتغطية على فشله في ركوب قضية اجتماعية وإنسانية، والتي تحولت إلى مسألة قضائية من شأن المحكمة الحسم فيها، وأصيب الزفزافي بخيبة أمل كبيرة، بعد أن أطلق عليه أحد المواطنين "الزفزوف" وهو كناية مغربية على ريح الأشجار الكاذبة. لم يأت المواطنون كما كان يعتقد، لأن الناس لها ثقة في القضاء وتعتبر أي محاولة للركوب على القضية محاولة للاستغلال البشع لمأساة إنسانية، وكي يهرب من فشله الذريع في تحقيق مبتغاه شرع في الكذب على بضعة أشخاص تحلقوا حوله، وزعم أن وزارة الداخلية منعت الناس من الوصول إلى مكان الاحتجاج، وهو أمر مضحك لأنه ظهر جنبه أشخاص من الرباط.
فكيف وصل هؤلاء إن كانت السلطات قد قامت بمنع المواطنين من الوصل إلى مكان الاحتجاج؟ ولما تبين تهافته البليد أطلق كذبة كبيرة، حيث قال إنه يمنح وزير الداخلية عشرة دقائق للسماح للمواطنين بالوصول إلى مكان المسيرة، وبعد مرور عشرة دقائق عاد ليطلق كذبة ثانية مدعيا أن الوزير فعلا أعطى الأوامر بالسماح بمرور المواطنين.
مصدر مطلع نفى مطلقا أن تكون السلطات المحلية والإقليمية والوطنية قد تدخلت في هذا الشأن، فلا هي منعت الناس من الوصول إلى مكان تنظيم مسيرة مزعومة بمناسبة أربعينية المرحوم محسن فكري، ولا هي تلقت الاتصال المكذوب. وما قام به المدعو ناصر الزفزافي مجرد ادعاء حتى يظهر قدراته الكبيرة على التنظيم وعلى تهديد الوزارة كي يكسب مزيدا من الأتباع.
المشكل وكما يقول المغاربة "اتبع الكذاب إلى باب الدار"، انه بعد أن أوحى لهم بالاستجابة لمطلبه لم يصل أحد إلى الحلقية التي نظم وظل مع مجموعة صغيرة هي التي اجتمعت حوله في البداية، وتبين أن مزاعمه لم تكن صحيحة وإنما ادعاءات قصد كسب تعاطف المواطنين الذين نفروه بعد أن تأكدوا من محاولاته الركوب على قضية إنسانية من أجل خلق الفتنة وتحقيق رغبات شخصية.
وجدير بالإشارة أن جلالة الملك محمد السادس تدخل شخصيا في الموضوع وكلف وزير الداخلية، محمد حصاد، بتبليغ تعازي جلالته إلى عائلة الفقيد مصرا على أن يصل التحقيق إلى مبتغاه، وقامت الشرطة القضائية بتوقيف عدد من الأشخاص لهم علاقة بالقضية بمن فيهم مندوب الصيد البحري بالحسيمة.