بدأت رياح قوية تنفض الغبار عن الوجه الحقيقي للعديد من رفاق عبد الإله بنكيران والمنضوين تحت "مظلة" تنظيمه السياسي، لتكشف المستور حتى يظهر 'الحق و يزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا'، إذ ظهرت عينة فساد من نوع آخر يندى لها الجبين، و شهدت عمالة القصر الكبير، "أفظع" عملية نصب و احتيال على الراغبين في زيارة مقام الرسول صلى الله علية و سلم، بعدما تمكن بطلها المنتمي لحزب بنكيران، المستند لشرعية انتزعها من صناديق الاقتراع المحلية بذات الإقليم، حيث يشغل رئيس مجلس بلدية القصر الكبير بالنيابة، من تكوين عصابة إجرامية مختصة بالنصب و الاحتيال و الابتزاز و استغلال نفوذ مظلتهم القانونية، حيث تمكن المتهم من "السطو" على مبالغ مالية تعود للراغبين في الحصول على تأشيرة أداء العمرة، فتم القبض على المتهم بأمر من النيابة العامة، و إيداعه السجن بعد رفضها تمتيعه بالسراح المؤقت مقابل كفالة مالية. مباشرة بعد تعيين عبد الإله بنكيران رئيسا للحكومة، صاحب الشعار الانتخابي: صوتوا ضد الفساد و الاستبداد، اعتقد المغاربة أنهم في زمن المعجزات، حيث ينصف المظلوم و يحاسب الظالم، و سيحارب الفساد و الاستبداد و استغلال النفوذ و الشطط في استعمال السلطة، و سيصنع رفاقه جديدا و يأتون بمعروف للحفاظ على كرامة المواطنين و المواطنات، مادام حزب العدالة و التنمية حزبا مشاركا في تسيير الشأن العام و بالإضافة إلى ترؤسه للحكومة، يسير الحزب جميع الوزارات الحساسة بالمغرب بما في ذلك وزارة العدل و الحريات.
لكن، سرعان ما انقلبت الآية، فأصبح حزب العدالة و التنمية، يضع مصلحة الشعب في تفقيره و يحاسب الفقير على فقره و يحمي الأغنياء كي يحافظ الغني على ماله و غناه، فتبخرت أحلام المغاربة وبدا يسود وسطهم الإحباط، بعدما كانوا يعلقون آمالهم على بنكيران و من يدور في فلكه، و تجاهل معها رئيس الحكومة أن المغاربة الذين صوتوا عليه و على رفاقه، إلا لأنهم لوحوا بورقة تغيير الفساد و الرقي بالعيش اليومي للمواطن المغربي و تحسين أوضاعه و تكريس الكرامة و العدالة الاجتماعية و تقويم الإعوجاجات في تدبير الشأن الوطني.
إن حزب العدالة و التنمية ليس بيتا للملائكة، فهم بشر يحملون الجينات بخبيثها و صالحها، لكن ممارسة 'النفاق السياسي' و 'تخوين الآخرين' و التعامل بوجهين، تبقى ظاهرة تميز حزب 'المصباح' عن الأحزاب الأخرى، كما يمكن الجزم أن عبد الإله بنكيران يعرف جيدا بيته الحزبي الداخلي، و على اطلاع بوجود 'فاسدين' في صفوفه، لأن أهل مكة أدرى بشعابها، فكان عليه لزاما بمحاربة الفساد من داخل بيته، قبل رشق الآخرين بالحجارة من أعلى بيت هو أصلا من زجاج.