قال رئيس الجمعية البيئية البرتغالية كيركوس، جواو برانكو، إن المغرب سيكون "مضيفا ممتازا" لمؤتمر الأممالمتحدة بشأن تغير المناخ (كوب 22)، وسيجعل منه حدثا ناجحا. وأوضح برانكو، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه في الوقت الذي تواجه فيه عدد من البلدان استنزافا لمواردها الطبيعية وتحديات مرتبطة بتغير المناخ، يعطي المغرب مثالا ايجابيا للمجتمع الدولي لصالح استراتيجيات النمو الأخضر في مختلف القطاعات.
وأشاد رئيس كيركوس، الذي سيمثل المجتمع المدني البرتغالي في كوب 22، بالجهود التي بذلها المغرب في هذا الاتجاه، لاسيما الإلغاء التدريجي لدعم الوقود الأحفوري الذي بدأ العمل به منذ سنة 2012، إلى جانب الحوافز المتعلقة بالطاقة المتجددة.
وأبرز، في هذا السياق، أهمية مجمع ورزازات للطاقة الشمسية، الذي سيوفر نحو نصف استهلاك الكهرباء من الطاقات المتجددة بحلول سنة 2020، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بمشروع يتوفر على إمكانات هائلة لتطبيقات أخرى من قبيل تحلية مياه البحر.
وذكر، من جهة أخرى، بأن مؤشر الأداء لتغير المناخ في دجنبر2015 صنف المغرب ضمن البلدان العشرة الأولى في العالم الأكثر احتراما للبيئة، وكرسه كنموذج يحتذى به في مجال مكافحة تغير المناخ بين الدول الصناعية الحديثة.
وبخصوص انتظارات المنظمات البيئية غير الحكومية البرتغالية من كوب 22، الذي سينطلق الأسبوع المقبل بمراكش، أشار إلى أنها مشتركة، وتتمثل في "الحاجة لطموح أكبر لتحقيق هدف اتفاقية باريس، القاضي بالإبقاء على الاحتباس الحراري دون درجتين مئويتين، ومحاولة تقليصه إلى 1,5 درجة مئوية".
وأضاف أن من بين النقاط الرئيسية، أيضا، كيف سيعاد النظر في المساهمات الوطنية في الحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتعزيزها على المدى القصير، مشددا على أن الأفضل هو بدء التنفيذ قبل سنة 2018، وإن كانت الالتزامات الحالية بالحد من الانبعاثات تبقى غير كافية لتحقيق هدف باريس.
وقال إنه يتوقع أن يحافظ كوب 22 على التفاؤل نفسه الذي رفعته الدورة 21 لهذا المؤتمر، وأنه يمكن اتخاذ تدابير ملموسة، ووضع خطط واضحة لمراجعة الأهداف المناخية ارتفاعا على المدى القصير، وخارطة طريق للتمويل المناخي كانت البلدان المتقدمة قد التزمت بتقديمها.
وأكد أن جمعيته، المتحدثة باسم المجتمع المدني البرتغالي في كوب 22، تسعى للمشاركة بحيوية في هذا المؤتمر من خلال الضغط على صانعي القرار السياسي والتعاون مع الفاعلين الرئيسيين الآخرين في هذا اللقاء العالمي، مشددا على أنه يتعين أن تتوج القمة المقبلة، بالتزام بإجراءات فعالة وملزمة، خاصة في القطاعات الأعلى مستويات من انبعاثات الغازات الدفيئة.
وقال إن البرتغال تسير على "الطريق الصحيح" بعد أن نجحت في خفض انبعاثاتها الملوثة بنسبة 27 بالمائة (باستثناء التغير في استخدام الأراضي)، مشيرا إلى أن البرتغال تجاوزت الهدف الطموح الذي حدد لسنة2020 والمتمثل في 23 بالمائة والاقتراب من الحد الأدنى المستهدف لسنة 2030 (30 بالمائة).
واعتبر هذا الفاعل الجمعوي أن القيم المنصوص عليها في البرنامج الوطني لتغير المناخ 2020/2030 تبقى في الوقت الراهن "غير طموحة" و"ينبغي مراجعتها حتى نتمكن من الامتثال لاتفاق باريس"، مضيفا أن المنظمات غير الحكومية البيئية تطالب في هذا الصدد بأهداف أكثر طموحا للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، بين 45 و55 بالمائة في سنة 2030.
يذكر أن منظمة كيركوس، وهي منظمة غير حكومية تنشط في مجال حماية البيئة، أسسها يوم 31 أكتوبر 1985 مجموعة من المواطنين يعنون بحماية الطبيعة والموارد الطبيعية والبيئة بشكل عام، في سياق التنمية المستدامة، وقد توجت سنة 1992 بجائزة البيئة "غلوبال 500" للأمم المتحدة، وبلقب عضو فخري من درجة إنفانتي دي هنريك.