كلما ازداد الضغط على حزب العدالة والتنمية، إلا وخرج أعضاؤه من "رونضتهم" كما يقول المغاربة، معلنين عن نواياهم وكاشفين عن الفكر المتطرف الذي يؤطر ممارساتهم والتي ترفض كل مخالف لرأيهم (إن كان ما يعبرون عنه رأيا، أساسا) وتضرب في العمق مبدأ الديمقراطية الذي يتخنون به.. فبعد خروج القيادي في العدالة والتنمية محمد بولوز من "رونضته" وتهديده بإحراق الوطن برمته، إذا تم منع تسليم محاضر التصويت يوم الاقتراع، جاء دور سمية بن خلدون، بطلة الكوبل الحكومي، لتعلن صراحة بإحراق الزرع والضرع إذا لم يفز حزب المصباح في الانتخابات التشريعية المقبلة..
وقالت سوسو في تهديدها للدولة، الذي أطلقته بتطوان خلال تأطير تجمع خطابي لحزب العدالة والتنمية، "إذا لم يفز حزب العدالة والتنمية في هذه الانتخابات فهذا يعني أنه وقع تزوير لهذه الانتخابات، وأن الدولة لم تحترم الخيار الديمقراطي الذي أصبح ثابتا من الثوابت الدستورية، وبالتالي فإنه يمكن أن يحدث ما لا يحمد عقباه لا قدر الله".
هذا التهديد الصريح والواضح، الذي أطلقته سوسو دون استحياء مما أقدمت عليه رفقة عشيقها شوشو، جاء ليكشف القناع عن خطابات وشعارات حزب العدالة والتنمية المنافقة ويبين مرة أخرى عن الوجه الخفي لهذا الحزب الذي لا يختلف في شيء عن الحركات الاسلامية المتطرفة في باقي انحاء المعمور رغم ادعاءه نقيض ذلك..
وفي ذات الوقت كان أحمد بوخبزة، شقيق الامين المنشق عن حزب العدالة والتنمي، في تجمع آخر بجبل درسة نظمه حزب المصباح يؤكد نفس المقولة لكن هذه المرّة بدعوة المواطنين إلى العصيان، بحيث طالبهم وفق مصادر من داخل هذا التجمع بعدم مغادرة مكاتب التصويت إلى حين الإعلان عن فوز "البيجيدي" وخروج المراقبين بمحاضر رسمية تؤكد ذلك، وإلا فإن عليهم الاعتصام لإجبار السلطة على إعادة الانتخابات.