انفجرت سيارة مفخخة، اليوم الاثنين، أمام مقر حزب العدالة والتنمية الحاكم في مدينة فانبشرق تركيا، مما أدى إلى إصابة 50 شخصا بجروح بينهم أربعة شرطيين، بحسب السلطات. وأشار المسؤولون الاتراك بأصابع الاتهام الى حزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن تمردا منذ ثلاثة عقود ضد الدولة التركية وتعتبره انقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة محظورة.
ووقع الانفجار قرب حاجز للشرطة امام مكاتب حزب العدالة والتنمية والتنمية في قلب المدينة التي تضج بالحركة، بحسب بيان لمكتب المحافظ.
وقالت وكالة أنباء الاناضول الحكومية ان الحصيلة غير النهائية هي خمسون جريحا "46 مدنيا واربعة من رجال الشرطة".
وذكرت محطة (سي.إن.إن ترك) أن إيرانيين ربما كانوا من بين المصابين. وتقع فان على بعد نحو 100 كيلومتر إلى الشرق من الحدود مع إيران.
وشهد جنوب شرق تركيا تفجيرات متكررة وهجمات أخرى منذ تخلي مسلحي حزب العمال الكردستاني -الذين حملوا السلاح على مدى ثلاثة عقود للحصول على منطقة حكم ذاتي للأكراد- عن وقف لإطلاق النار في 2015.
وقالت مصادر أمنية إنها تشتبه في أن حزب العمال الكردستاني مسؤول عن انفجار فان وإن عملية بدأت لتعقب المسلحين المشتبه بهم. ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجوم.
ودمر الانفجار واجهة مبنى مؤلف من أربعة طوابق. وأظهرت لقطات بثتها وكالة دوجان للأنباء خراطيم المياه المستخدمة لمحاولة إخماد ألسنة اللهب في الشارع المقابل. وكان الحي الذي عادة ما يكون مزدحما خاليا من المرور اليوم الاثنين لأنه أول أيام عيد الأضحى.
وقال برهان كاياتورك وهو عضو محلي في البرلمان من حزب العدالة والتنمية الحاكم إن الانفجار استهدف مكاتب للحزب لكنها مؤمنة جيدا ولم تتعرض للكثير من الأضرار.
-انقلاب إداري
وفي حادث منفصل قالت مصادر أمنية إن جنودا اشتبكوا الليلة الماضية مع مجموعة من مقاتلي حزب العمال الكردستاني في منطقة ريفية بإقليم شرناق قرب حدود العراق، مما أسفر عن مقتل اثنين من المسلحين.
وعينت تركيا إداريين جددا في 24 بلدية كان يديرها الأكراد، أغلبها في الجنوب الشرقي أمس الأحد، بعد أن أقالت رؤساء البلديات هناك للاشتباه في صلاتهم بحزب العمال الكردستاني مما أثار احتجاجات. وتأثرت أربع مدن في إقليم فان بالإقالات.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم الاثنين، إن بلاده لديها أدلة على أن رؤساء البلديات المقالين أرسلوا دعما للمسلحين الأكراد وإنه كان من المفروض إقالتهم في وقت مبكر عن ذلك.
وقال للصحفيين في اسطنبول بعد أداء صلاة العيد "هذه الخطوة تأخرت كثيرا في رأيي... لقد أرسلوا الدعم الذي تلقوه للجبال لكننا اكتشفنا كل ذلك"، في إشارة للمسلحين الأكراد المتمركزين في الجبال في جنوب شرق تركيا وشمال العراق.
وأضاف "لقد اتخذت حكومتنا هذا القرار بناء على كل تلك الأدلة."
وكان شركاء محليون لحزب الشعوب الديمقراطي المعارض الموالي للأكراد يديرون تلك البلديات. وأدان الحزب - وهو ثالث أكبر حزب في البرلمان الوطني - الخطوة التي وصفها بأنها "انقلاب إداري" وقال أيضا إنها خطوة غير قانونية.
وقال إردوغان الأسبوع الماضي إن الحملة ضد حزب العمال الكردستاني - الذي تعتبره الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية - هي الأكبر من نوعها في تركيا على الإطلاق وإن إقالة المسؤولين الذين لهم صلات به هي جزء أساسي من تلك الحملة.
وقالت السفارة الأمريكية، أمس الأحد، إنها على الرغم من تأييدها لحق تركيا في مكافحة الإرهاب إلا أنها تأمل في أن يكون تعيين الحكومة لإداريين إجراء مؤقت سيتم بعده ترك الأمر للمواطنين المحليين في أقرب فرصة لاختيار ممثلين جدد عنهم.