تكشف ممارسات وسلوكات بعض الوزراء المغاربة، خاصة أولئك الذين قادتهم رياح التغيير سنة 2011 إلى مناصب حكومية وكراسي تدبير الشأن العام، مظاهر النفاق الذي يطبع شخصيتهم ويحاولون إخفاءها من خلال مبدأ التقية التي يعتبر من أسس مذهبهم في الحياة.. وفي هذا الإطار يندرج سلوك الوزير عبد القادر اعمارة، وزير التجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة، الذي كاد عموده الفقري ان ينكسر جراء الانحناءة/الركوع، التي خص بها أمس الاثنين العاهل الاسباني الملك فيليبي السادس، في القصر الملكي "لا ثارثويلا"..
الوزير اعمارة، الذي نشر صور اللقاء على حسابه بالفيس بوك، وفي رد على انتقادات رواد هذا الموقع الاجتماعي قال أن "البعض للأسف حوّل انحناءة احترام لرئيس دولة إلى ركوع"، وهو عذر أقبح من الزلة كما يقول المثل العربي، لأن سعادة الوزير لم يسبق له ان انحنى انحناءة احترام كهذه لجلالة الملك محمد السادس الذي نعتقد جازمين انه أولى بها، بحكم مركزه في دستور الدولة المغربية أولا ثم بالنظر إلى ما يقتضيه مقامه من احترام كان اولى بسعادة الوزير وإخوانه في حزب المصباح ان يخصوه به، وهو ما لا يفعلونه مستندين في ذلك إلى تحوير خاطئ لهذا الطقس الذي دأب عليه المغاربة منذ قرون دون ان يعني ذلك ركوعا ولا سجودا كما يدعي الاسلاميون..
زلة الوزير اعمارة كانت حين بالغ في الانحناء والركوع على أقدام عاهل اسبانيا، وهو شيء لا يفعله مع أمير المؤمنين وسبط النبي الكريم، كما ان عذره الذي قلنا انه أقبح من زلته هو في القول أن الانحناءة كانت احتراما للعاهل فيليب السادس ولم تكن ركوعا، وهو ما يكشف ان السيد اعمارة يستحضر "الركوع" الذي يعتبر هيئة من هيئات التعظيم مثله مثل السجود.