نواصل كشف الاخطاء القاتلة التي وردت في وثائقي قناى فرانس3 حول المغرب، وذلك لتعرية الاهداف والخلفيات الثاوية وراء تصويره وبثه بعد القيام بحملة دعائية له قصد اصطياد اكبر عدد ممكن من المشاهدين، رغم ان العمل لم يأت بجدي يذكر حول المغرب وحول الملكية، بل عمل على تكرار نفس الكليشيهات وذات المواقف واستجواب نفس الوجوه التي سئم منها المغاربة وملوا من "طلعتهم" كلما تعلق الامر بقضايا تمس بسمعة المغرب ومصالحه.. ونورد صورا مرفقة بهذا المقال، يظهر فيها بعض العمال والعاملات، المنضوين تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، في إحدى المسيرات الوطنية وهم يهتفون بشعارات "الشعب يريد اسقاط الفساد" و"الشعب يريد اسقاط بنكيران"، التي ترجمها اصحاب الوثائقي او من أوحى لهم بتصويره بعبارات "الشعب يريد اسقاط النظام" مشيرة إلى ان التظاهرة تعود إلى شهر فبراير 2011 في إشارة إلى الحراك الاجتماعي الذي عرفه المغرب آنذاك وشاركت فيه كل القوى الحية بالبلاد، والحال ان هذه الصور اخذت في مسيرة احتجاجية خلال ولاية حكومة بنكيران وليس خلال تظاهرات 20 فراير..
المتتبعون للشأن السياسي والاجتماعي بالمغرب يعرفون تمام المعرفة بان شعارات اسقاط النظام وعبارات "ارحل" التي رفعت بالدول التي طلها ما سمي ب"الربيع العربي" لم ترفع قط داخل المغرب وعلى امتداد خريطته بل إن كل المغاربة اجمعوا على محاربة الفساد ونادوا بإسقاطه ورفعوا شعارات "ارحلّ في وجه بعض الوجوه التي رأوا انها تمثل نموذجا لهذا الفساد، غلا ان الامر لم يتجاوز ذلك ليطال النظام بالنظر إلى التفاف المغاربة حول المؤسسة الملكية واعتبارهم لها من بين مقدسات البلاد، وهو ما جعل جلالة الملك بحسه الذكي وبعد نظره آنذاك إلى التجاوب مع شعبه من خلال خطاب العرش في 9 مارس الذي مهد للقيام بمراجعة دستورية افضت إلى دستور 2011 الذي شكل محطة فارقة في مسار التاريخ المغربي..
إن ترجمة شعار "الشعب يريد اسقاط الفساد" أو "الشعب يريد اسقاط بنكيران" بعبارات "الشعب يريد اسقاط النظام"، هي ممارسة واعية وسلوك ينطوي على حقد دفين للمؤسسة الملكية ورغبة ثاوية في نفوس معدي البرنامج و الواقفين وراءهم في المساس بالتجربة المغربية التي اغاضت الكثير من الدوائر السياسية واللوبيات الاقتصادية في فرنسا وداخل المغرب، وهو ما يكشف عنه حضور الملياردير كريم التازي ضمن جوقة الممثلين الذين استعان بهم صاحب الوثائقي..
تظاهرة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل التي رفعت فيها شعارات "الشعب يريد اسقاط الفساد" و"الشعب يريد اسقاط بنكيران" وتُرجمت في الوثائقي ب"الشعب يريد اسقاط النظام"