وأنت تتجول بشوارع مدينة العيون، لا بد أن يشد انتباهك سيارات رباعية الدفع تحمل شعار الأممالمتحدة، إنها سيارات قوات بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء المغربية، التي أسست بقرار أممي لمجلس الأمن رقم 690 في أبريل 1991، وهي بعثة أممية مهمتها الأساسية حفظ السلام ومراقبة تحركات القوات المتواجدة في الصحراء المغربية من الجيش المغربي وقوات تنظيم البوليساريو. موقع "تيليكسبريس" قام بجولة في مدينة العيون وأخذ ارتسامات الساكنة حول ماهية تواجد هذه القوات، وماذا يقوم به أعضاء هذه البعثة في حياتهم اليومية. على خلفية تقليص بعثة "المينورسو"، بترحيل 84 من العناصر المدنية التابعة لها نظرا للانزلاقات والأخطاء التي وقع فيها هؤلاء طيلة فترة مكوثهم بالمغرب، يقول مصطفى، سائق طاكسي، إن تواجد المينورسو بالعيون من عدمه لا يشكل فرقا كبيرا بالمدينة، ذلك أنّ ما يهم السكان هو ما يقع بمدينتهم من مشاريع تنموية وإنشاء بنيات تحتية...وهو ما يؤكد محمد على أنه يتم فعلا بالعيون، التي شهدت تغيرا ملحوظا منذ سنوات، خصوصا أنه ابن المدينة وكان شاهدا على جميع المشاريع التنموية التي تم تدشينها.
ويرى محمد حضري، صحفي محلي، أن قوات المينورسو لا تقوم بشيء سوى "الأكل والشرب والسياحة"، حيث يؤكّد أن أعضاء هذه البعثة لا يقومون بمهمات "جبّارة" خلال تواجدهم بالعيون، بل إنّ منهم من تورّط في ممارسة نشاطات لا تمت بصلة لمهمتهم في إطار المنظمة الأممية"، مضيفا أن هناك مطرودان ربطا منذ مدة علاقات مع ما يسمى "انفصاليي الداخل"، الذين يتسببون بين الفينة والأخرى بأحداث فوضى وتخريب ببعض مدن الأقاليم الجنوبية المغربية.
نحن الآن بأحد الفنادق التي يقيم بها أعضاء البعثة، وهو فندق "المسيرة"، قوات المينورسو تتجول داخل الفندق، منهم من يرتدي البذلة العسكرية، ومنهم من يرتدي الزي المدني، هم يتناولون جميع الوجبات بالفندق، ويبدو أنّهم جد مرتاحين لمقامهم بمدينة العيون، "هناك من بين هؤلاء من أعجب بمدينة العيون وفكّر بالمقام بها، وهناك من قرّر الزواج بمغربيات..." هذا ما قاله لنا نادل بمقهى الفندق، وهو الذي يؤكّد أن أعضاء بعثة المينورسو يتجوّلون فقط في أرجاء مدينة العيون في إطار ما أسماه "سياحة مؤدى عنها".
وعلى صعيد آخر، أخبرتنا مستخدمة بالفندق بأن أعضاء البعثة يقومون بعملهم بشكل يومي من خلال القيام بجولات استطلاعية داخل المدينة ونواحيها، وهو ما يدخل في إطار عملهم الذين أتوا من أجله، مضيفة أن هناك بعض المدنيين الذين بقوا داخل مقر البعثة بالعيون، لأنه لا يمكن للعسكريين تأدية مهمتهم دونهم.
ويتضح جليا من خلال الحديث مع ساكنة مدينة العيون بمختلف تلاوينهم أنّهم لا يعيرون اهتماما كبيرا بتواجد أعضاء بعثة المينورسو بينهم، بل إنهم يرون أن هؤلاء "عالة" على المدينة "وزايدين ناقصين"، لأن الأهمّ هو مواصلة مسلسل التنمية الذي تعيشه المدينة والأقاليم الجنوبية عملا بالمقولة الملكية "المغرب سيظل في صحرائه والصحراء في مغربها"، حين أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس أن المغرب سيظل في صحرائه والصحراء في مغربها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.