أثنى كارل إيرجافيك، نائب الوزير الأول وزير الشؤون الخارجية السلوفيني، امس الثلاثاء بالرباط، على الدور "الإيجابي والهام للغاية" الذي يضطلع به المغرب في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة. وقال المسؤول السلوفيني في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، عقب مباحثاتهما "أود أن أشيد بالدور الإيجابي والهام جدا الذي يضطلع به المغرب في سبيل الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، وكذا بالجهود التي يبذلها لدرء التهديدات التي تحدق به".
وعلى صعيد آخر، أبرز إيرجافيك تنوع الفرص التي ينبغي على البلدين استغلالها سريعا لتطوير تعاونهما الثنائي في شتى المجالات، لاسيما الطاقة وصناعة السيارات، مؤكدا أن زيارته للمغرب تروم "تقوية العلاقات السياسية الثنائية، التي تمهد، بدورها، الطريق لتعزيز المبادلات الاقتصادية والثقافية".
واعتبر ذات المصدر أن "المغرب وسلوفينيا منخرطان في مخططات كبرى لتطوير قطاعات الطاقة وصناعة السيارات، التي ينبغي، برأيه، الارتقاء بها بما يخدم مصالح الجانبين .
من جانبه، أكد مزوار أن العلاقات والاقتصاد المغربي والسلوفيني تجمعهما العديد من القواسم المشتركة، بحيث أنهما يعطيان الأولوية لتطوير قطاعات رئيسية، من قبيل صناعة السيارات، وتحذوهما إرادة مشتركة لتسريع وتيرة التنسيق في هذا المجال. وأضاف مزوار أن سلوفينيا تعرف تقدما في مجال الطاقة النظيفة، وأن المغرب يولي، بدوره، اهتماما خاصا بهذا الصنف من الطاقة، ويخصص له "برنامجا تنمويا ضخما"، لافتا إلى أن هذا القطاع "يتيح إمكانات كبيرة للتعاون التي ينبغي استثمارها".
وأضاف الوزير أن التطهير السائل والصلب يعد أيضا قطاعا يمكن لسلوفينيا أن تقدم بشأنه الكثير للمغرب، لاسيما ما يتعلق بالخبرة والمهارات والاستثمارات. ودعا مزوار إلى ضرورة تطوير الروابط بين البلدين بهدف الارتقاء أكثر بحجم المبادلات الثنائية، وكذا توسيع نطاق النقل البحري.
كما شكلت الهجرة محور هذه المباحثات حيث أكد الجانبان على أهمية التصدي لهذه الظاهرة بعيدا عن أي إقصاء للآخر، أو أي نزعة لكراهية الأجانب، علاوة على تعزيز التسامح والاندماج.
من جهة أخرى، أعرب مزوار عن شكره لسلوفينيا نظير موقفها بشأن قرار محكمة العدل الأوربية حول الاتفاق الفلاحي بين الاتحاد الأوربي والمغرب، وكذا على ندائها "الصريح والواضح" للمحافظة على مصداقية الاتفاقات الموقعة بين الاتحاد الأوربي وشركائه، بما في ذلك المغرب.
كما أعرب الوزير عن شكره لسلوفينيا على موقفها الإيجابي الثابت حول موضوع القضية الوطنية، وهو "موقف بناء" يضيف الوزير، من شأنه أن "يدعم الاستقرار والسلم في المنطقة".
وبهذه المناسبة، وقع الوزيران على اتفاقيتي تعاون بين المغرب وسلوفينيا. ويتعلق الأول بعدم الازدواج الضريبي، في حين أن الثاني يهم النقل البري الدولي.