تواصل الباخرة الايطالية "جي إن في رابسودي"، التي تستكمل على متنها أشغال الدورة ال27 لمنتدى كرانس مونتانا، مَخر عباب البحر في اتجاه الدارالبيضاء، حيث من المنتظر ان تنتهي الرحلة غدا الثلاثاء 22 مارس، لتختتم فعاليات هذه الدورة التي تعقد للمرة الثانية بجوهرة الصحراء المغربية الداخلة.. وتناول المشاركون، خلال جلسة مناقشة أمس الأحد على متن الباخرة "جي إن في رابسودي"، عدة محاور ابرزها همت مواضيع "القادة السياسيين والاقتصاديين وإمكانية تغيير التصورات التي تهم المصالح الوطنية والدولية" و"المبادئ والمتطلبات اللازمة لتطوير استراتيجية تواصلية مندمجة وملائمة" و"إفريقيا والبلدان الغربية: من أجل استراتيجيات تواصلية جديدة وعلاقات ديناميكية".
وأكد المتدخلون خلال هذه الجلسة أن البلدان الإفريقية بحاجة اليوم إلى تطوير استراتيجيات تواصلية فعالة لترويج نفسها ولمؤهلاتها وتقويم صورتها بالبلدان الغربية.
وشارك في ذات الجلسة خبراء ومتخصصون في استراتيجيات التواصل من فرنسا ورومانيا وروسيا وبلجيكا، حيث أجمعوا في مداخلاتهم بخصوص موضوع "تموقع البلدان الإفريقية داخل البلدان الغربية: تواصل الحكومات والقادة بإفريقيا يتطلب استراتيجية احترافية"، أن إفريقيا أضحت مركز اهتمام دولي، وهو ما يفرض على بلدانها بلورة استراتيجيات تواصلية كفيلة بتصحيح الصورة المغلوطة والنمطية عنها.
واعتبر المتدخلون أن منتدى كرانس مونتانا شكل فرصة تواصلية بالنسبة للعديد من بلدان الجنوب، والإفريقية منها على الخصوص، لتقديم تجاربها وطرح مشاكلها في العديد من المجالات، مشددين على أن العلاقة بين إفريقيا والعالم تمر عبر الاتصال والتواصل من أجل تفاهم وفهم متبادل أفضل.
كما أشار المتدخلون إلى أن العديد من بلدان شرق أوروبا تواجه نفس المشاكل التي يعاني منها عدد من البلدان الإفريقية على مستوى العديد من الأفكار المسبقة والنمطية التي غالبا ما يصنعها الإعلام، مبرزين أن الانفتاح التواصلي على الرأي العام والتوفر على أصدقاء يعززون الخطاب المراد تسويقه في إطار استراتيجية تواصلية من شأنه المساعدة على تجاوز هذه المشاكل والصعوبات.
ووقف المشاركون على العديد من الصعوبات التي تعترض أية استراتيجية تواصلية لبعض البلدان الإفريقية غير الديمقراطية أو تلك التي تشهد نزاعات عرقية أو صراعات أو أزمات اقتصادية، مشددين في هذا الصدد، على أن مفاهيم الفساد والديمقراطية نسبية وينبغي التعامل معها من منظور يقوم على النسبية أيضا والحذر والتدقيق، كما شددوا على ضرورة عمل البلدان على ضبط وتوجيه الخطاب المقدم عنها للحيلولة دون فسح المجال أمام بروز خطابات أخرى عديدة قد تجانب الحقيقة والواقع، مؤكدين على ضرورة تعزيز مصداقية الخطاب الإعلامي الذي تقدمه البلدان عن نفسها.
و نظمت على هامش الملتقى، ورشات مختلفة جمعت المشاركين حول مواضيع متعددة منها التعاون جنوب جنوب وأهمية الجهوية الموسعة بالإضافة إلى دور المرأة الإفريقية في القرار السياسي، وهي محاور تندرج في إطار موضوع "إفريقيا والتعاون جنوب-جنوب"، الذي اختير لدورة هذه السنة والتي تمحورت أعمالها حول الإشكاليات التي يطرحها اندماج القارة الإفريقية في عالم اليوم، وذلك امتدادا لما شرع فيه المنتدى خلال السنة المنصرمة وكانت فرصة سانحة للمواطنين في الأقاليم الصحراوية للتحاور مع الفاعلين في ميدان السياسة والاقتصاد.
وبخصوص اختيار مدينة الداخلة، أشار المنظمون إلى أن المدينة المغربية تعتبر تجربة فريدة في القارة الإفريقية بحكامتها الترابية وتنميتها.
وكانت الباخرة الايطالية "جي إن في رابسودي" قد حلت يوم السبت بالداخلة تتوفر على 1000 سرير وخدمات من مستوى عال، وهي التي استأنفت على متنها منذ امس الاحد، اشغال هذه الدورة، وهو فضاء يوفر للمشاركين الخدمات التي يحتاجونها لراحتهم خلال فترة مقامهم بالباخرة..
وعلى هامش فعاليات امس الاحد، على متن الباخرة الايطالية "جي ان في رابسودي"، أكد رئيس منتدى كرانس مونتانا ايمانويل كيران في تصريح صحفي "أن العالم وافريقيا يتعرفون على المعنى الحقيقي للتنمية الجهوية من خلال احتضان الداخلة لدورة هذه السنة للمنتدى، من خلال المشاريع الكبرى التي أطلقها المغرب في هذه الجهة، وكذا دورها في احتضان ملتقى لا يتأتى للعديد من الدول في المنطقة نظرا للظرفية الخاصة التي تمر منها المنطقة اليوم. " مشددا على أهمية هذا الانفتاح على العالم من خلال الداخلة، "في ظل التطورات الاخيرة في العلاقة بين المملكة المغربية والامم المتحدة، حيث أن حضور ازيد من 120 مسؤول بمن فيهم رؤساء الدول و الوزراء والسفراء و أزيد من الف مشارك يؤكد البعد الاستراتيجي الذي صارت تحتله المناطق الجنوبية للمملكة."
وعزا ايمانويل كيران نجاح دورة هذه السنة الى التجاوب الكبير مع فعاليات دورة السنة الماضية، وهو ما وسع من دائرة المشاركين الراغبين في الحضور الى المغرب باعتباره "نموذجا في الانفتاح على الحضارات المختلفة وفي علاقات التعاون جنوب – جنوب، مما جعل منتدى هذه السنة يتطرق لمواضيع تهتم بالبيئة والتغيرات المناخية التي تتهدد كل العالم، وقضايا الامن الغذائي والسلامة الصحية ودور الاديان في التربية على البيئة والمرأة الافريقية و الشباب."
كما نظمت ندوتان صباحيتان، امس الاحد، تم التطرق خلالهما إلى موضوعي الصناعة البحرية والنقل بين دول افريقيا واسيا واوروبا، وذلك من خلال مشاركة متدخلين من الدول المعنية، وتمت خلال هذه التدخلات الدعوة إلى التفكير في سبل تطوير هذا البعد الاقتصادي لتعزيز علاقات التعاون جنوب جنوب، كما تم التركيز على ضرورة توفير الامن والسلام لضمان ملاحة بحرية في هذه المنطقة من العالم تخدم التنمية المشتركة وتحد من افعال القرصنة او المضاربة في اثمان النقل العالمية.