اثارت تصريحات بنكيران "التهكمية" حول اهل سوس، ردود فعل قوية وسط نشطاء المواقع والشبكات الاجتماعية، خاصة الامازيغ منهم، حيث تصدوا لرئيس الحكومة وكبير الاسلاميين "لايت" بوابل من الانتقادات داعين إلى معاقبة حزبه بعدم التصويت لصالحه في الانتخابات التشريعية المقبلة. تصريحات بنكيران "الساخرة" حول "السوسي"، خلال المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية يوم السبت 9 يناير الجاري بسلا، لم تكن الاولى في حق الامازيغ، باعتبار أهل سوس جزء لا يتجزأ منهم، بل سبقته العديد من التصريحات والسلوكيات التي تصب في خانة العنصرية المقيتة، ولو انها كانت تغلف بنوع من "الضحك" والسخرية "الباسلة" كما نقول في المغرب..
فكلنا يتذكر ما قاله عن حروف تيفيناغ التي شبهها ب"الشينوية"، التي لا يفهمها أحد، والتي جاءت في عز الحملة الانتخابية سنة 2011، وهي تصريحات صفق لها واستحسنها "محمد يتيم" الذي كان حاضرا آنذاك بقاعة ابن ياسين بالرباط، ولم تثر لديه أي رد فعل وهو تفس الشيء الذي وقع يوم السبت المنصرم بسلا، حيث لم يصدر عن جامع معتصم أي استنكار لما قاله بنكيران في حقه، وضحِك بملء شدقيه ليزكي بذلك نظرة بنكيران إلى "أهل سوس" وهي نظرة لا تختلف عن نظرة الوعي التقليداني المتخلف الذي كان يتحكم، ولايزال إلى حد ما، في سلوكيات "المغاربة" ويطبع آراءهم ومواقفهم بخصوص ساكنة بعض المناطق (السوسي، الفاسي، العروبي، الدكالي، الجبلي، بّا فيلال...)، وما يرتبط بذلك من نوصيفات قدحية وافكار مسبقة ترجع إلى مرحلة الصراعات والحروب بين القبائل، ويتحكم فيها منطق(أو لامنطق) القبلية المغرق والغارق في الاعتداد بالذات وكره الآخر..
إن قول بنكيران بأن أهل "كازا" يأكلون افضل من "اهل سوس" وأن هؤلاء الأخيرين لا يصرفون كثيرا في معيشهم اليومي، هو تصريف لموقف متخلف منتشر لذى فئات عريضة من المغاربة، الذين يرون في الشلح السوسي مجرد متقشف "زقرام" و"كربوز" ومحب ل"الريال" وجمع الاموال وتكديسها..إنه نكوص ومحاولة لإرجاع المغاربة وفكرهم إلى الخلف وما يرتبط بذلك من أفكار وسلوكيات عفا عنها الزمن ولم يعد المواطنين يقبلون بها..
يشار إلى ان بنكيران، الذي كان يتحدث أمام أعضاء المجلس الوطني لحزب المصباح يوم السبت المنصرم، قال في محاولة لتبرير اقتناء جامع المعتصم (عمدة مدينة سلا حاليا) لمنزل بمساحة 140 م2، قضى 12 سنة بمجلس المستشارين وهو يتقاضى 3 مليون سنتيما شهريا، وهو "سوسي بشحال غا يعيش كاع"، وهي العبارة التي جلبت على زعيم الاسلاميين "لايت" وابلا من الانتقادات من طرف أهل سوس والعديد من الاأمازيغ الغاضبين.
واعتبر الغاضبونء، في تدويناتهم على موقع فايس بوك، وفي العديد من "الهشتاغات" التي تم خلقها بالمناسبة، أن تصريحات بنكيران التهكمية ونظرته الدونية للسوسي هي "عقيدة وإيديولوجية" لديه، فيما اعتبر آخرون أن هذا التصريح مجرد "تصفية حسابات سياسية داخلية مع رئيس المجلس سعد الدين العثماني"، في إشارة إلى رفض أعضاء ذوي أصول أمازيغية داخل الحزب لولاية ثالثة لبنكيران على رأس حزب العدالة والتنمية..
واستغرب غاضبون "قبول بعض أعضاء الحزب الأمازيغيين لمثل هذه التصريحات"، فيما ذكر بعضهم الآخر مواقف مماثلة صدرت عن بعض المنتمين أو المحسوبين على حزب العدالة والتنمية، كالمقرئ أبو زيد وأحمد الريسوني وغيرهم، مشيرين إلى أن هذه التصريحات هي "تهكم على نمط عيش الأمازيغ"، ودعا العديد منهم إلى معاقبة بنكيران وحزبه من خلال عدم التصويت لصالحه في الاستحقاقات التشريعية المقبلة..