قال عبد الصمد السكال، عمدة مدينة الرباط والقيادي في العدالة والتنمية، في تدوينة على صفحته بالفيسبوك "للقضاء على الإرهاب يكفي القضاء على الظلم". التدوينة كانت كافية ليتلقى وابلا من النقد الذي اعتبر ما قاله القيادي الإسلامي تبريرا للإرهاب. وبعد الهجوم عليه اضطر عبد الصمد السكال إلى الانحناء للعاصفة وكتابة تدوينة جديدة يقول فيها "الإرهاب والإجرام لا يقبلان التبرير...هما مدانان بشكل مبدئي ومطلق وبدون تمييز..". وأحسن ما قيل من نقد في الموضوع إن "هناك من يريد تطبيق الشريعة مثل طالبان..وأن سلفيي بريطانيا ينعمون بما لا ننعم به لكنهم يريدون تطبيق الشريعة في بلاد إليزابيث".
فالذي يعرف مواقف حزب العدالة والتنمية لن يستغرب مما قاله السكال. وهو يتبع الطريقة نفسها. فعندما كانت الأمور على أحسن ما يرام كان حزب العدالة والتنمية ضد إقرار قانون مكافحة الإرهاب، لكن عندما حلت الكارثة وضرب الإرهاب مدينة الدارالبيضاء في 16 ماي 2003، عاد الحزب ليصوت على القانون المذكور.
ولما مرت العاصفة وبعد مرور ست سنوات عاد بنكيران، في المؤتمر الثاني لجمعية المستشارين الجماعيين التابعة لحزبه للتشكك في العمليات وقال إنه من حقه أن يشك في فاعلها، الذي كان يهدف إلى ضرب الحركة الإسلامية، وخصوصا حزب العدالة والتنمية. ولما اقتربت الانتخابات طالب عبد الإله بنكيران، الأمين العام للحزب، بإطلاق المعتقلين في ملفات "السلفية الجهادية" كي يعلموا الناس عقيدتهم، وهو نداء كان يهدف من ورائه إلى جلب الأصوات الانتخابية للتيارات الإرهابية.
فما قاله السكال لا يخرج عن هذا السياق، ولا يوجد شك في أن الحزب، الذي انخرط بكليته في مساندة "جماعة الإخوان المسلمين" الإرهابية، لا يتورع في مساندة الإرهابيين بطريقة أو بأخرى. وقد شارك امحمد الهلالي، القيادي في الحزب ومدير الشؤون القانونية بوزارة السكنى والتعمير في مؤتمر للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين رعاه حزب السعادة الإخواني بتركيا، واتخذ قرارات المواجهة الشاملة من أجل عودة محمد مرسي للحكم، وهو المخطط الذي تمت بلورته في لقاء آخر بباكستان حضره محمد الحمداوي، والذي أقر الجهاد المسلح.
لا يوجد شك أن الحزب يستفيد من العمليات الإرهابية ويدعمها، وشاهدنا كيف استقبل مصطفى الخلفي، وزير الاتصال، أطباء الحزب العائدين من سوريا في حفل بهيج دون مراعاة موقعه الحكومي، كما ان الحزب يرتبط بعلاقات متميزة مع معاذ الخطيب، أحد قادة الجماعات الإرهابية في الشام.
إن ما قاله السكال في الواقع لا يخرج بتاتا عما قرره الحزب ودافع عنه ودافعت عنه جماعة بنكيران منذ تأسيسها وهو الذي اعتبر عمر بنجلون مجرد كلب أجرب لا ينبغي اعتقال "إخوة مؤمنين" بسببه.
إذن دعم الإرهاب متأصل في شرايين جماعة بنكيران ومتى أتيحت لها الفرصة لممارسة القتل فلن تتورع في ذلك.