قال محمد بن سعيد ايت ايدر، قيادي سياسي ومقاوم سابق وعضو الوفد المشارك في جنازة الرئيس الأسبق الجزائري احمد بن بلة، انه "فوجئ بعد عودته إلى المغرب بإعلان أننا انسحبنا من الجنازة". وكأن ايت ايدر في واد والوفد المرافق والذي كان يرأسه رئيس الحكومة في واد آخر، وهذا ما جاء في الحوار الذي أجرته معه "أخبار اليوم".
* كيف مرت زيارتكم للجزائر رفقة الوفد الرسمي لحضور جنازة أحمد بن بلة ؟
- فالزيارة كانت عادية جدا، فقد توجهت أنا و الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي و الأستاذ سعيد بنوعيلات، بصفتنا أصدقاء للراحل أحمد بن بلة، إلى جانب الوفد الرسمي المكون من كل من الأستاذ عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة، والأستاذ الطيب الفاسي الفهري مستشار جلالة الملك، فكان الاستقبال الذي خصص لنا استقبالا جيدا من قبل رئيس الحكومة الجزائرية، و الأمين العام لحزب جبهة التحرير الجزائرية ووزراء جزائريين آخرين لم أتعرف عليهم شخصيا.
و توجهنا مباشرة بعد وصولنا إلى المطار إلى قصر الشعب للترحم على الراحل أحمد بن بلة، و هناك وقفنا للترحم عليه ثم كتبنا كلمات عزاء، حيث قام بذلك الأستاذ بنكيران ثم الأستاذ الفاسي الفهري ثم أنا و الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي حيث كتبت أن الأمر يتعلق برمز من رموز حركة التحرير ، ليس جزائريا فقط، بل مغاربيا و عربيا. .
لا حظتم وجود وفد من البوليساريو ؟
لا أبدا ، شخصيا لم لاحظ ذلك، رغم أنه قيل لي إن ممثلا للجبهة جاء و التقط بعض الصور لكنني لم ألاحظ و جود وفد من البوليساريو.
ثم إن الأمر يتعلق بجنازة و ليس مهمة سياسية، وهي جنازة شخصية محترمة ووحدوية وكانت ضد فكرة البوليساريو، و حتى إذا حضر ممثل عن الجبهة فإنه سيكون بمثابة ذيل من ذيول مرحلة مضت.
*متى توجهتم إلى المقبرة ؟
- بعد الغداء مباشرة توجهنا إلى المقبرة ، و كانت الأمطار غزيرة . عند وصولنا إلى المقبرة ، دخل رئيس الجمهورية الجزائرية، تقدم علينا و سلم على جميع الوفود الحاضرة، و لم ألاحظ و جود ممثلين للبوليساريو بجانبنا، ثم توجهنا إلى مكان التأبين فلم نرافق مقدمة الموكب بل بقيت في الوسط و كان الجمهور غفيرا و غاب الوفد الرسمي عن أنظارنا إلى أن أتى عندنا أشخاص يطلبون منا الالتحاق بالوفد الرسمي بإحدى القاعات من أجل الذهاب إلى المطار و العودة إلى المغرب .
*علمتم حينها أن الوفد المغربي ينسحب من الجنازة ؟
-لا أبدا، ذهبنا بشكل عاد و التحقنا بالوفد الرسمي وجلسنا نتحدث في أمور عادية و لم يأت ذكر الانسحاب أو البوليساريو على لسان أي أحد ، ثم ذهبنا إلى المطار و طلب منا الانتظار قليلا إلى أن تحصل طائرتنا على الإذن بالإقلاع.
كانت طائرة عادية أم خاصة ؟
بل طائرة عسكرية خاصة بها ثمانية مقاعد، فركبنا فيها جميعا و كل شيء على ما يرام و عاد، و قضينا مدة الرحلة نتحدث بشكل ودي، فلم يقل لنا لا رئيس الحكومة و لا مستشار الملك أن هناك أي مشكل.
وبعد وصولنا إلى المغرب توجه كل منا إلى وجهته، علمت بالصدفة و عن طريق الإذاعة أن و كالة المغرب العربي تقول إن الوفد المغربي انسحب من جنازة بن بلة .
فوجئت بإعلان الانسحاب أم كان ضروريا برأيك ؟
فوجئت لأننا لم نغادر الجزائر على أساس اننا منسحبون ، و لأن الأمر برأيي لا يستحق رد فعل من هذا النوع ، بل يزيد فقط في توتر العلاقات بين البلدين . و حضور البوليساريو في مناسبة مثل هذه لا يستدعي إيلاءه أية أهمية بل كان علينا تهميشه و ترك الأمر يأخذ طريق البحث المفتوح حاليا بين المغرب و الجزائر.
فجبهة البوليساريو أصبحت أمرا هامشيا بفعل التطورات الإقليمية و تنامي الإرهاب في المنطقة، مما حول البوليساريو إلى مشكل إقليمي، و كنت أتمنى من المسؤولين أن يكون لهم توجه إيجابي عوض التمسك بخطوات لا تقدم و لا تؤخر بل تضيع المزيد من الوقت بسبب كمشة من الناس.